معركة الوعي ..

من العجائب في قانون الحياة أن تجد الشيء في ضده، ومن ذلك أن من محاسن عام القبح ٢٠١٤م أنه فتح معركة هي أهم من المعركة العسكرية والسياسية إنها معركة الوعي، لقد ظلينا فترة طويلة أسرى لمفاهيم مغلوطة تتعلق بطبيعة الخصوم وأساليب التعامل معهم، كان أمامنا خصم سياسي مشروعه التوريث، وكان هناك خصم عقائدي مشروعه الحق الإلهي في الملك، كان الأول يصدر ضجيجا بحكم تصدره المشهد السياسي في البلد، لكن الثاني كان ينخر بصمت جسد الدولة والأحزاب بحكم خبثه التاريخي ولؤمه التكويني.


الذي حدث أنه تم التحالف مع الخطر ضد الخطأ - بحسب تعبير الرائع غائب حواس - كان الهدف احتواء الكهنوت الديني وتوظيفه ضد الاستبداد السياسي، لكن هذه المعادلة هي الكارثة، وفي محصلة الأمر تحالف الكهنوت مع الاستبداد ضد المشروع الوطني فسقطت الدولة بمؤسساتها وأحزابها . .
اليوم وبعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه بسبب تلك الاستراتيجيات الخاطئة إلا أننا ربحنا معركة الوعي التي باتت تحكم أغلب النخب والمثقفين والناشطين، فبفضل عام القبح استرد الجيل ثقافة سبتمبر، واستحضر تاريخ الكهنوت الإمامي الذي كاد أن يمحى بفعل مساحيق التجميل السياسية، اليوم استرجعنا أن السلالة الهاشمية (السياسية) قد قتلت من قحطان أكثر من ثلاثة وثمانين مليونا في حروبها طيلة فترة حكمها ابتداءا من عام ٢٨٤ هجرية وحتى اليوم !!

 


اليوم أصبح ابن صعدة وابن تعز وما بينهما يدرك حجم القبح والإجرام لجماعة كهنوتية عنصرية سلالية، اليوم عرف ابن عدن وحضرموت وما جاورهما العدو الحقيقي الذي كان يسميه مظلومية.
اليوم نقول لآل الديلم وأصفهان لقد فتحت المعركة المفتوحة معكم ولن نقيل أو نستقيل عن استحقاقاتها إلا بزوالكم من أرضنا، لا شأن لنا بالتحالف وعملياته ان استمرت أو توقفت، ولا علاقة لنا بالسياسيين إن سكتوا أو فاوضوا ، نحن أبناء قحطان أصحاب الأرض وأهل الحقوق المسلوبة وذوي ضحايا حروبكم التاريخية، نحن أهل الثأر وقد بدأت معركتنا معكم ولن تتوقف إلا بزوال إحدى الطائفتين.