السلام مع البارود

بات وضحا الانحياز الدولي للفوضى في المنطقة واليمن جزء منها، وكيف أن الدول العظمى تتحدث عن السلام والاستقرار، وفي نفس الوقت تموت عشقا في الميليشيات والكيانات المارقة والخارجة عن إرادة الشعوب، وما الانكشاف الفرنسي في ليبيا عنا ببعيد ناهيكم عن الغموض الدولي الذي رافق المحاولة الانقلابية وما أعقبها في تركيا..

 

 

فلم يعد المجتمع الدولي -على الأقل- ذلك الرجل الماكر المتزوج بامرأتين وكلما جلستا بجواره وضع يديه عليهما وقال بكل مكر " أحب من يدي عليها "!!

 


بل أثبتت الأحداث انحيازه الواضح لرائحة البارود واستمتاعه المفضوح بتدفق دماء الأطفال والنساء والمدنيين وخصوصا في المدن ذات اللون الواحد كما هو الحال في سوريا والعراق..

 

 

وها هو- أي المجتمع الدولي اليوم- يعمل جاهدا في الكويت لرعاية حالة سلام في اليمن ولكن مع البارود؛ ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن الشرعية وضرورة خضوع الميليشيات الانقلابية لإرادة الشعب يُواعِدُ تلك الميليشيات الانقلابية سرا ويبذل كل ما بوسعه لضمان بقائها قوية وهمجية في آنٍ واحد خلال الفترة القادمة .

 

 

وهكذا تجتهد قوى الإجرام العالمي للاستفادة من الوضع المضطرب في البلدان العربية والإسلامية كي تغير أحذيتها القديمة والضيقة التي انتفضت ضدها الشعوب بأخرى جديدة وواسعة حتى وإن حولت المنطقة برمتها إلى مستنقع من الدماء والبارود..