الإصلاح من وجهة نظري الشخصية..

الإصلاح حزب سياسي وكيان وطني أفرزته الظروف فتشكل على أساس يمني ووطني خالص..

الإصلاح الضارب بجذوره عمق الضمير الوطني يستمد مشروعيته من رصيده الجماهيري والشعبي المتصل وجدانيا بكل بيت والمنحدر من كل قرية ومدينة ..

حزب ينشد الوسطية والاعتدال ويتمتع باستقلالية قراره ويتحمل تبعاته بنفسه..فلا يمكن حصره في مذهب أو طائفة أو اختزاله في جماعة، فيه من التنوع ما يضمن تجدده، وفيه من الحرية مايسمح بتطوره وارتقائه..
لا يمكن لأحد أن يقرر قرارا مصيريادون أن يضع في حسبانه هذا الكيان، ولا يمكن لأي قائد أو حزب أو قوة في الأرض أن تلغيه أو تتجاوزه.

الإصلاح في مجموعه ثروة بشرية تنهج السلم وتؤمن بالتعايش وترى في الآخرين شركاء البناء والتنمية دون نظرة طبقية أو مناطقية أو عنصرية..
له رصيده النضالي والسياسي وتجاربه المختلفة وأعضاؤه مشاريع عملاقة؛ فآلاف البروفسورات وضعفهم من الأكاديميين والأطباء والمفكرين والسياسيين والمهندسين ..يشكلون في مجموعهم الأرضية الخصبة لبناء المجتمع وتقدمه وازدهاره إذا أحسن هذا الشعب استثمارها بعيدا عن الأحكام المسبقة والاتهامات الجاهزة ..

الإصلاح القائم على الحرية والوطنية الخالصة ناضل رواده ضد الإمامية وهاهم الأحفاد يكملون المشوار في كل ساحة وميدان..

ولعل الاحتفاء بذكرى تأسيسه يمر باهتا ويخلو حتى من أوبريت فني لهو دليل كاف على أن أعضاءه منشغلون بما هو أهم، فالوطن أكبر من الحزب وأنصاره في مهمة مقدسة أصلها الحرية وأساسها العدل وذروة سنامها الوطن. ولهذا فأفراده بين مقاوم أو مختطف أو في بيته مراقب..
يعيش الإصلاح الوطنية روحا ونبضا وفكرا وانتماء، وهبته اليوم مع رفقائه من الأحرار ستهتف بها الأجيال القادمة كما هتفنا نحن بثورة 26سبتمبر...

الانقلابيون الذين يدركون فداحة جرمهم بحق الوطن يحاولون أن يسجلوا نقاطا في نزالهم الخاسر فيتشدقون بالوطن كذبا ويجعلون منه مطية لتحقيق أهدافهم الشخصية وينسبون لغيرهم الخيانة وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن الإصلاحيين يفهون الوطن والوطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
فالوطن في مفهوم الإصلاح ليس مجرد مساحة كبيرة من الأرض .. الوطن بدون كرامة الإنسان اليمني وحريته وكبريائه أشبه بقطعة أرض مغتصبة ورثها الأبناء عن الأجداد. وبالتالي فلاقيمة لها حتى تتحرر ..
الوطن في مفهوم الإصلاح هو كتلة من المفاهيم: هو العزة والحرية والعدل والمساواة .. وهو القانون والدستور..
إن ثقافة الإصلاحيين ووعيهم وفكرهم لايمكن أن تجعلهم يقبلون بوطن مخطوف يعيش فيه مواطنون بدرجة العبيد وغيرهم سادة وأشراف..أو يكون فيه صنف من البشر ملوكا مكرمين فقط لأنهم من سلالة معينة ..
وطنهم الذي يؤمنون به هو من يسقونه اليوم بدمائهم ويقدمون القادة قبل الأفراد من أجل كرامة هذا الشعب..
هذا الوطن هم يفهمونه جيدا وهم في طريقهم إليه ..ولن يطول الغياب..