كلنا مقاومة

لا صوت ينبغي له اليوم أن يعلو فوق صوت المقاومة، مما يعني أن تصطف كل الألوان، و توظف كل الجهود؛ لتتحول إلى أفعال في كل جبهات المقاومة، بمختلف مجالاتها المادية والمعنوية.

يجب أن يكون المسمى السائد اليوم، والجامع للكل، هو مسمى المقاومة، الذي يفترض أن تذوب فيه كل المسميات، و أن يستمر هذا الذوبان والتماهي في هذا المسمى حتى تدرك المقاومة؛ بل اليمنيون جميعا هدفهم الأسمى والجامع، وهو استعادة الدولة. وأن يستمر هذا التلاحم والاصطفاف حتى تترسخ الدولة وتستقيم، و تتمكن من مهامها، والقيام بوظائفها خير قيام.

عندها يمكن أن تخفف أطراف المقاومة حالة الذوبان والتماهي بالانتقال إلى حالة تحالف وطني واسع بالمسميات الخاصة للأطراف؛ مع بقاء هدف الوصول بالبلد إلى تحقيق التحولات الحضارية والاجتماعية والديمقراطية، هدفا يعمل له الجميع.

يقولون: أقل الناس بضاعة أسرعهم عرضا لها! لكن أصحاب البضاعات القليلة لا تقوى في الميدان العملي  على منافسة ذوي البضاعات الواسعة والكبيرة. والبلد اليوم وغدا سيظل بحاجة إلى جمع بضاعاتنا إلى بعضها حتى تعطي ثمارها وتحقق غاياتها.
 
صوت المقاومة اليوم هو الصوت الجامع، أو هكذا ينبغي أن يكون على امتداد الساحة اليمنية، وعلينا ونحن نعزز هذا الصوت أن نمضي قدما في تعزيزه والتمكين له، دون أن ننجر إلى معارك استنزاف مع أصحاب الرؤى العصبوية أو الجهوية أو المشاريع الضيقة؛ إلا بقدر الحاجة الضرورية.

لا ينبغي أن تستهوينا افتعال معارك جانبية ناعمة، كما تستهوي البعض ممن يظنون أنهم يحسنون صنعا، و هم يستنزفون أنفسهم، ويستنزفون جهود غيرهم ممن ينجر إلى التغريد خارج السرب، أو لخوض معركة في المكان الخطأ.

هذه ليست معركة الوقت، و لا هي معارك الكبار، و إنما معارك الكبار هي معركة الوطن الذي يحتاج اليوم لكل الجهود التي لا يصح معها اليوم أن تبدد جهود أبنائه في (حزاوي) الصغار، أو خلف متاهات السذج و عميان البصيرة.