مقام الأرض


هذه الأرضُ تحملنا في هَسيسِ حكاياتها
هذه الأرضُ نحملها في ضمائرَ ما مسَّها وطنٌ قبلها...
نحن نحمل صورتها في المنافي وراء البحار.ْ
هذه الأرضُ قبلتنا
وهي مسرى الذين سرى وجدهم نحوها في بطون القفارْ
ذات يومٍ رحلنا وحلَّتْ ركائبُنا فوق شطٍّ بعيد
رسمنا خريطتها فوقهُ
وركزنا مواجيدنا عندهُ
وجلسنا نرى وجهها في دموع الفنارْ
هذه الأرضُ ما راقنا وطنٌ غيرها
غيرَ بيتٍ من الشِعر نسكنهُ في المنافي البعيدة
كيما نعود إليها 
وقد أعشبَ الشِعرُ وامتدَّ في جانبيهِ الخَضارْ
هذه الأرضُ لما دخلنا الملاحمَ كانت هناك
ولما خرجنا مع الجن ليلاً لنصطاد بعض الخرافة كانت تشع لنا من عيون المساء
ولما دخلنا الحقيقة كانت أسانيدَها
والنبيون كانوا يزورونها
وهي في ثوب "بلقيس" ترفل عند ابنِ داوودَ 
والصرحُ ينشقُ عنه المحارْ
هذه أرضنا
تربةُ القلبِ من طينها
طينةُ الروح من رملها
وهي ليلى التي جذبتنا مواجيدُها
و"بنو عامرٍ" يمنعون الزيارةَ
والعشقُ نورٌ ونارْ