كائنات ما قبل آدم !

- هكذا قبل أن يخترع الإنسان الفن برسم الكائنات على الحجر ، وقبل أن يحدد ملامح ظله على التراب ليُشكل أول صورة في التاريخ ، جاء الدين وحضر الشيطان بالدين المزيف !

- بعد ملايين السنين ، ظهر أول تجمع للإخوان المسلمين في عهد النبي صلوات الله عليه ، كانوا في "جبل الرماة" على ظهر أُحُد ، تركوا النبوة وهرعوا للغنيمة فنالوا الهزيمة ، وفي اسقاط لجبال "نهم" يهرع الاصلاحيون الى سراب الغنيمة ليبقى ظهر الشرعية مكشوفًا ، وحصان "خالد" يدور الان حول الجبل .
..
في ثمانينيات القرن الماضي استولى الإصلاحيون اليمنيون على البوليس السري وقاتلوا لترسيخ حكم الرئيس "صالح" واجهضوا انقلاب الناصريين ، ثم رفضوا الوحدة ، والدستور ثم قاتلوا الاشتراكيين عليها وأخرجوهم من التاريخ كحفنة من الانفصاليين المرذولين ، ونافسوا المؤتمر الشعبي العام على "صالح" في أولى انتخابات الرئاسة ، حتى قال أحدهم "أنهم مازلوا بحاجة إلى انتخاب صالح رئيسًا لليمن مدى الحياة" ! ، وفي ٢٠٠٦م دعم جناح الإصلاح القبلي الرئيس صالح في مواجهة "فيصل بن شملان" ، وحتى الأيام الأولى من ربيع ٢٠١١م كان صالح مرشح الإصلاح المحبوب ، في تلك السنوات كنت اعدو بقسوة في صحف اليمن للكتابة على "النظام المتسول" ، وبذات الأدوات التي اخرجت الاشتراكيين من الوحدة ، أُخرجت من معارضة "صالح الرئيس" إلى موالاة "صالح الزعيم" ، وقفز الاصلاح في ستة أشهر من شراكة صالح الى سُلطة هادي مع فاصل "ثوري" مزيف بمشاركة "الحوثيين" الذين انقلبوا من عدو يهدد الدين والسلام والحياة إلى شريك ثوري مناضل من أجل اسقاط النظام البائس المستبد الذي أحرق "صعدة" بحرب عبثية - هكذا كانوا يتحدثون - !.
- وبخفة راقص باليه انتقل الاصلاح من الشرعية الثورية التي اختطف رايتها شريكهم "الحوثي" الى الشرعية الدستورية متدثرين بعباءة ماتبقى من نتف النظام الممزق الذي اسقطوه بجسارة مقاتل بانت عورته في غمرة النشوة ، وفي الشرعية الجديدة يُفصّل الاصلاحيون قميصها بما تهواه أمزجتهم ، فهي شرعية دستورية لا تعترف بالدستور النافذ ! ، وتستبدلها بثلاث مرجعيات "توافقية" تشكل في طبيعتها مقاربة لإستكمال مشروع "الربيع العربي" الذي ما عاد ينفعهم في شيء وإن اقتحموا "صنعاء" هذه اللحظة ، فما بقي منها سوى "رومانسية الثورة" ، الجدل والمثالية والوهم المعلق بالإستحواذ . سيطر الحوثيون على سمات الثورة : الإيمان ، والشعور المتضخم بالقوة والأهمية ، والعداوات ، والرغبة العارمة ، والتضحية والموت - هذه المشاعر التي هي أبعد ما تكون عن نطاق المصلحة والوجود لحزب الإصلاح تحديدًا . 
- وسط هذه الهضبة الملساء ينزلق الإصلاحيون الى صراع تحديد هوية "الدستور" ، بلى .. ماهو الدستور ؟، إنه تلك النقاط المكتوبة خلف استمارة عضوية التجمع اليمني للإصلاح التي تفرض على العضو الجديد القبول بها لنيل بطاقة الإنتماء والولاء ! ، كل كائن حي خارج إطار تلك الإستمارة يُعد خارجًا عن الشرعية الدستورية ، وفي قلب الدولة التي تلملم شتاتها من "تسونامي الحوثي" تذكر الإصلاحيون بعناد تلك الراية الثورية التي اختطفها الحوثيون ، ففكروا وقدّروا ، ثم فكروا وقدّروا ، وأرغموا الرئيس على اعلان يوم سقوط صعدة بيد "الحوثيين" يومًا وطنيًا ! .
- لقد خلق الله "الإصلاحيين" - هذا أمر لا لبس فيه - رغم جدلية نظرية "داروين" حول التطور وخروجها عن القوانين العلمية و الدينية ، حتى وإن كانوا هبة الطبيعة في أعتى التفسيرات الوجودية إلحادًا ، فيبدو أنهم وجدوا على هيئة الجماعة البدائية المسكونة بوحشة العزلة ، تلك الجماعة التي اخترعت الدين المزيف قبل نزول أول الرسل وعزلت الفن ، ثم ثارت مع الشيطان وابتدعت الخرافة التي زعمت أنهم جاؤوا من رحم الطبيعة وقد تمخضت وثارت فولدتهم جماعة لا أفراد في فصل الربيع ، وأنهم أحق بالأرض من "بني آدم" الذين هبطوا من الجنة بسبب ذنوبهم .
..
قال "علي عزت بيجوفيتش" (ما إن تبدأ الثورة تكذب وتخدع نفسها حتى تمضي مع الدين المزيف يدًا بيد) .. وهذا ما حدث مع الكائنات المذكورة أعلاه .
وإلى لقاء يتجدد .