قتل الوهاشي يا توكل!

بعد قليل ستصل جثة أحمد الوهاشي إلى أسرته، ولن تجد الأسرة غير النحيب والبكاء والقهر مراسيم استقبال، لست أدري كم لبث أحمد في السجن حتى فاضت روحه بعد ارهاق طويل وامنيات متتالية بالمصير نفسه كحل سريع يظل أمنية لمن هم تحت سياط الوحوش القذرة في سجون الحوثي والمخلوع!
قتل الوهاشي لأنه ليس شقيق توكل كرمان، قتل مخذولا وهو الضحية رقم 111 حسب احصائية غير رسمية، لأن الجهات الرسمية لم تفكر في عمل ملف مكتمل للضحايا حتى اللحظة، لم تكلف نفسها وزارة حقوق الانسان بمسح ميداني للمختطفين، ظل الوهاشي قتيلا ازيد من اسبوع، كانت رابطة أمهات المختطفين قد نشرت بلاغا يحمل رائحة الموت لضحية لم يعرف من هو؛ اتضح فيما بعد أنه ابن البيضاء أحمد الوهاشي، الشاب الذي قتل تحت التعذيب لأنه ليس شقيق توكل!

الوزارة قاتلة أيضا، حتى اللحظة لم يصدر وزير حقوق الانسان بيان نعي يواري سوأة الخذلان الذي تعرض له أحمد، أما وزير الخارجية فيحتاج الى رسائل صوتية بالواتس ستفضي الى تغريدة خجولة خالية من وجع شهقة واحدة ولا تحمل أنين مرهق للحظات الاخيرة التي سلم فيها أحمد الوهاشي روحه الى الله الى العدل الذي يسمع شكوى مظلوم قتل بلا ذنب بلا رحمة بلا وطن بلا ظهير، قتله السياط المتوحشة وأحد أسباب موته تحت التعذيب أنه بلا "توكل"!، نعم .. توكل النوبلية خذلت أحمد.

مطلع العام اختطف الحوثيون شقيق توكل وصاحبه، تلك الليلة رأيت توكل التي نبحث عنها بين ثنايا القهر والخذلان، غردت توكل بالعربي والانجليزي وهاشتاق #الحرية_للمختطفين!!، وبعد ليال قليلة اطلق الحوثيون سراح شقيقها وصاحبه، يومها تمنيت لو أن أكرم الوليدي شقيق توكل أيضا، كانت اسرته تتصل بنا وتشتكي عن وجع أكرم وحاجته لعملية جراحية طارئة، مرت سنة وشهر ولم يتم اجراء عملية لأكرم ولا نعلم عن حاله شيئا، وليتنا كلنا أشقاء توكل، ليتك كنت شقيقا لتوكل يا بن الوهاشي، ليت والأماني لا تنفعك وقد أضحيت جثة هامدة تشهد الخذلان المريع من مجتمع محلي ودولي!

الاسبوع الفائت التقينا بالوفد الغربي من الصحفيين الذين زاروا مأرب، كان القهر يعتصرني حد الدمع الطافر ونحن نستمع للأمهات يسردن تفاصيل مروعة لصحفيين غربيين أولياتهم البحث عن قضايا كاذبة تحت قناع ما يسمى الارهاب، بكينا وبكى الصحفيون ربما، هم بشر في نهاية الأمر، لكن العاطفة  تحدث أثرا وقتيا، ولو أن تحركا جادا من امرأة أممية بحجم توكل لأحدثت واقعا مختلفا وأراهن على ذلك.
قضية المختطفين باتت القضية المنسية، أتابع صفحات كبار الصحفيين ومسؤولي الحكومة ونخبة المجتمع يكتبون كما تكتب تلميذات في الصف الثالث، مجرد شخابيط على حوائط صفحاتهم يحوقلون كما لو كانوا عجائز لا حيلة لهن، وفي يمين أحدهم قلما لو جرده لنثر حروف المعاناة الى صفحات الصحف الكبرى وساهم في انقاذ أرواح يلاحقها مصير أحمد الهياشي!
أف لرد الوزير على الواتس :حسبي الله ونعم الوكيل! وكأنك تستمع لجدتك المسكينة تعلق على خبر موت بهيمة جارتها!!


لن نجرؤ على الاعتذار لأطفال المخذولين ومن قتل أبنائهم تحت سياط التعذيب، أحمد الوهاشي الضحية 111 يا توكل كرمان، أحمد قتل تحت التعذيب، وانسانيتك وضميرك مسؤولان الليلة على تحمل ملفه وملف 111 قتيل آخر الى المحافل الدولية، افعلي ذلك يا توكل، اتركي بقية الملفات الى أجل آخر، هذه أولوية أرجوك بكل شيء غال لديك، قومي بنصب خيمة في الأمم المتحدة كما كنتي تفعلين أمام رئاسة الوزراء، نحن أشقائك وفخورون بك وبما تقومين به، ويدفعنا الوجع والأمل بالحديث لك وإليك، يكفينا خذلان يا توكل، يكفينا انشغال بقضايا هامشية بالنسبة للقضية المركزية والأهم قضية المختطفين!

السادة الوزراء، توقفوا عن الحوقلة وردود العجائز، احملوا ملف المختطفين في كل محفل في الداخل والخارج، حركوا الملف الانساني الخطير، احمد الوهاشي قتل تحت التعذيب يا قوووم، قتل تحت التعذيب هل استشعرتم ما معنى القتل تحت التعذيب؟
هل ستجد هذه الحروف طريقا إليك يا توكل؟

لقد مات أحمد الوهاشي، ولا تزال روحه تتألم من هول الفاجعة، وأنتي باستطاعتك فعل الكثير ﻻنك ذات جهد كبير وعزم كبير ايضا، انقذي المختطفين في سجون الحوثيين وصالح يا توكل، اتصلي بالأمم المتحدة وانقلي وجع اسرة الوهاشي الى كل محفل دولي ودعيهم يعيشون تفاصيل التعذيب في سجون الانقلاب...
افعلي ذلك يا توكل .. ولن تخيب مساعيك.. اعلم ذلك ولا تنسي أن تسلمي على روح أحمد الوهاشي، وتقولين له : كل المختطفين أشقاء توكل.