يقتلون ويحتفلون ..!

بعد مقتل الرئيس السابق صالح يرحمه الله، يوم أمس ، أطل زعيم الحوثيين عبد الملك ليقول للناس، أنه يوم تاريخي واستثنائي، مع أن صالح كان ما يزال حليفا للحوثيين إلى قبل ثلاثة أيام من مقتله على أيديهم ..

ويقيم الحوثيون اليوم احتفالات، بمقتل صالح .. ويحتفي الحوثيون أيضا بمقتل أتباعهم، وتسمع الزغاريد، وتبادل التهاني والتبريكات، عوضا عن التعازي كما يفعل الأسوياء من البشر في كل الثقافات والديانات والتقاليد ..

وإذا يصعب تفهم ثقافة قتل سادية من هذا النوع، مع ما يترتب عليها من خراب بلد، وضرب لحمته الإجتماعية، وتمزيق وحدته الوطنية، والحط من مكانته الدولية والحضارية ، لكن الإستغراب، بل الإستهجان يتعاظم ، كما هو الحزن والألم ، عندما تلاحظ، أشخاصا يقيمون في لندن وبرلين وباريس ، وواشنطن ، وغيرها من العواصم، وتبدو على أشكالهم ومظاهرهم الحداثة، والعصرية، ولا يجمعهم بالحركة الظلامية وقيادتها، سوى دعوى نسب قديم، حقيقي أو مفترض..وتوجد أشكال من أولئك العصريين مظهرا والظلامين جوهرا ، في صنعاء أيضا وغيرها من مدن اليمن.. شاهدت أحدهم ليلة أمس يتحدث في BBC، وهو مقيم في لندن كما يبدو، وقبله آخر في فرنسا 24, وغير ذلك من المحطات العالمية .. وأنت تشاهد مظاهر وأشكال من ذلك النوع، قد تقول في نفسك لأول وهلة،لو أن هؤلاء هم الخصوم لربما تم التفاهم معهم يوما، والوصول إلى حلول، على افتراض أن المظهر والشكل يوحي بما في الباطن والضمير والعقل..لكنك عندما تتابع وتتمعن في أطروحاتهم تجد أن التضليل والحجج والمبررات التي يسوقونها في خدمة المليشيات العنصرية، لا تقل خطرا وخرابا عن العقائد الضالة التي تستند إليه الحركة الإرهابية العنصرية وقيادتها الظلامية القادمة من ظلام التاريخ وأدغال الجغرافيا ، التي تؤمن بوهم الحق الإلهي، وفرية الإصطفاء العنصري..

شكل تحالف صالح مع الحوثيين غطاء سياسيا واجتماعيا استفاد منه الحوثيين كثيرا، طوال أكثر من ثلاث سنوات، وعند ما قرروا تصفيته لم يتذكروا سوى ثارات "السيد" حسين..

على نحو سادي يقتلون ، ويبتهجون ، ويحتفون.. ولا فرق أن يكون القتيل حليفا سابقا، أو خصما، أو من الأتباع الخلص..