بين العدوان ورد العدوان..

ونحن نعيش الذكرى الأولى لعاصفة الحزم وبعد عام من العبث المليشاوي لايمكن للانقلابيين وحشودهم وخيولهم وصرخاتهم ومعاركهم الجانبية أن يغيروا شيئا في قناعات الشعب اليمني والعالم أجمع..

 

فالعملية باختصار بين مصطلحين:
مصطلح يطلق عليه العدوان على الشعب اليمني ويمثله الانقلابيون بقيادة صالح والحوثي..
ومصطلح رد العدوان.. ويمثله التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية..

 

والحقيقة المرة التي لا يمكن نسيانها أننا 
في مثل هذا المساء من العام الماضي كانت قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء تتأهب لقصف مطارح نخلا والسحيل في مأرب، وقاعدة العند تستعد لتدشين مرحلة دموية عنوانها البراميل المتفجرة...
وفي الجهة الأخرى كانت طائرات رد العدوان التابعة للتحالف العربي تتزود بالوقود لوقف تلك الكارثة المجنونة والمجازر المروعة..

 

لهذا فالعاصفة لم تكن عبثا ولكنها جاءت بعد ان اختطفت المليشيات اكثر من 20 مليون يمني تحت تهديد السلاح مستعينة بالمخلوع وجنوده ومرتهنة لقوى خارجية وفي مقدمتها إيران..

 

من هنا فإن أي حديث عن العدوان يأخذنا مباشرة إلى تلك الغارات التي نفذتها طائرات اليمن الحربية على قصر الرئاسة في عدن مستهدفة رئيس الدولة ورمز الجمهورية الذي لا يمثل شخصه وإنما يمثل إرادة الشعب اليمني ..

 

وأي حديث عن العدوان إنما يعني في مخيلتنا تلك الليلة السوداء التي شهدت اجتياح العاصمة ونهب المعسكرات والممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين واقتحام المنازل والرقص والتعري والتزين في غرف النوم والظهور الفاضح وبأشكال مقززة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشعوب وعصابات المافيا...

 

إن العدوان الذي يفهمه الشعب اليمني هو تشريد المواطنين وترويع الآمنين ومحاصرة المدن ومصارة الحريات وهتك الأعراض واقتحام القرى والمدن وتوجيه الدبابات والمدافع والبنادق نحو صدور اليمنيين وتصنيف اليمنيين في فرز طائفي شنيع ومنع الغذاء والدواء عن ملايين المحاصرين..

 

والعدوان الحقيقي هو ابتلاع مقدرات الشعب ونهب البنوك ومصادرة المؤسسات والاستحواذ على الحسابات البنكية العامة والشخصية وتسريح موظفي القطاع العام والخاص ونهب ممتلكات المواطنين وسرقة السيارات والأثاث والأدوات المنزلية ولعب الأطفال ونشر الصور الشخصية...

 

لا أدري ماذا نسمي تفجير منازل المواطنين وطمس معالم قرى بأكملها حتى ان مديرية مثل أرحب يتم تفجير اكثر من 70 منزلا فيها فضلا عن آلاف المساكن ودور العلم تتوزع جغرافية سلطة المليشيات على امتداد الوطن..

 

وماذا نسمي اختطاف آلاف الشباب وحجزهم في أقبية وزنازين خاصة وممارسة ابشع التعذيب وصور الإجرام واستخدامهم كدروع بشرية في أماكن ذات اهداف عسكرية ومخازن أسلحة بغرض تصفيتهم وإعدامهم جماعيا في جرائم إبادة مكتملة الأركان...

 

وكيف نفسر قصف الأحياء السكنية في عدن وتعز واستهداف القوارب في عرض البحر وقصف المنشآت وتفخيخ جثث الأطفال واختطاف الجرحى واحتجاز النساء في عدد من الأقبية واماكن الاختطاف..

 

وكيف نتحدث عن الاعتداء السافر لتراثنا وتاريخنا من خلال سرقة الآثار وتهريبها إلى إسرائيل في وضح النهار وإنشاء جسر جوي يتكفل بنقل اليهود إلى محيط القدس في تعاون واضح وتنسيق محكم ودور مرعب لم يسبق لأي كيان أو حركة او عصابة مارسته غير الانتداب البريطاني سيء الذكر..

 

ولما لم تكتمل مهمة تحالف رد العدوان فلن اتحدث عن كل المكاسب التي حققها فالجيش الوطني مازال يتشكل والتحالف مازال يناظل عبر المنظومة الدفاعية من أجل حماية شركات صافر ومحطة مأرب الغازية والمنشآت الوطنية بعد أكثر من 200 محاولة لاستهدافها من قبل عدوان داخلي يدمر كل شيء...

 

وهنا بكل بساطة سيقول اي إنسان:
لم تكن عاصفة الحزم من تدبير الشعب اليمني المعتدى عليه بقدر ما كانت منحة ربانية ساقها الله كما ساق الطير الأبابيل لدحر أبرهة الحبشي حينما قرر اجتياح الكعبة..