المؤتمريون و "شماعة" الثورة الشبابية

 الى اليوم بل والى قيام الساعة يعتقد الشيعة بإن ما أصاب العالم من ظلم وانتكاسات فإنما هو بسبب مقتل الحسين (ض) وعدم تَشيُع العالمين معهم للثأر من قتلته بينما فريق منهم يعتقد بإن السبب أيضا هو ماجرى من شورى في سقيفة بني ساعده واختيار ابي بكر الصديق ( ض)خليفة للمسلمين وفي تحديث شيعي جديد يرى حسين الحوثي أن سبب بلاء الأمة كان مرده الخليفة عمر (ض) وكأن الله حسب زعمه ابتعثه لإصلاح ما أفسده عمر لكن العميد جواس أكمل ما بدأه عمر .

 

 

في الوقت الذي يجب على كل المكونات السياسيه الوقوف صفا واحدا على الأقل في ظل الأوضاع الراهنة وانهاء الإنقلاب تظل بعض القنوات الاعلامية الرسميه لحزب المؤتمر وبعض رموزه الرسميين - لا اقصد الأفراد العاديين وناشطي وسائل التواصل- في النيل من الثوره الشبابية وتحميلها جريرة الإنقلاب الإمامي متناسين أن مطالب المكونات السياسية للرئيس صالح قبل الثوره لم يكن إلا تصحيح الجداول الإنتخابية وإقامة انتخابات على جداول صحيحة لكن جرى اللف والدوران وتكوين اللجان المتتابعة لتمييع مطالب المكونات حتى وصل الأمر إلى رفع شعار تصفير العداد بل وقلعه الأمر الذي سبب قيام الإعتصامات الإحتجاجية وقيام الثورة الشبابيه وحدث بعدها ماحدث من أحداث وصولا إلى المبادره الخليجية والتي أوقفت عجلت الثورة ووافقت على مطالب زعيم المؤتمر والتي منها واهمها الحصانة له ولقرابة 600 من رموز نظامه!! - ولماذا الحصانة ؟ سؤال يجيب عنه المؤتمريون ومن في نفسه من الثورة الشبابية- وتم منح المؤتمر وحلفائه الشكليين نصف حقائب حكومة الوفاق بينما المؤتمر يمسك باكثر من 80 % من مفاصل الدولة المدنية والعسكرية وآل منصب رئيس الدولة لنائب رئيس المؤتمر هادي. لقد عاد المؤتمر الشعبي بعد المبادرة الخليجية للحكم والمعارضة في آن واحد وليس أدل على معارضته إلا ماكان يقوم به بعض أعضاء المؤتمر باعتدائهم على خطوط نقل الطاقة الكهريائية من مارب الى صنعاء وما وراءها واثبات اسماء المعتدين الأمر الذي كان يجعل من وزير الكهرباء والذي استقال عن المؤتمر د/ صالح سميع ينزل بنفسه مع المهندسين لإصلاحها في اليوم اكثر من مرة وكل هذا النوع من المعارضة المؤتمرية لإيجاد سخط شعبي على حكومة الوفاق التي ولدت من رحم الثورة الشبابية. يتعلل بعض من المؤتمريين الرسميين بإن ثورة فبراير فتحت الباب للحوثيين للدخول للساحات وماعلموا انهم دخلوها مسربلين مسالمين تحكمهم انظمه الساحة واعرافها وتحت رقابة لجنتها الأمنية ، لقد تناسى اخواننا في المؤتمر من الذي فتح ابواب 9 معسكرات قتاليه في صعده للحوثيين وسلمهم كل معداتها ومن فتح لهم ابواب ثاني قوة عسكرية للجمهورية ( الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ومن وجه الأوامر لكل قيادات وقواعد ومشائخ المؤتمر ورعاياهم للإنخراط في صفوف مليشيا الإمامة الحوثية.

 

 

يظل بعض إخواننا من قيادات ورموز المؤتمر وللأسف معهم بعض العلماء والمثقفين يجلدون ثوار فبراير ويحملونهم مالا يحتملون متناسين ارباح المؤتمر من المبادره الخليجيه ومن حكومة الوفاق وكلها ارباح منشأها الثورة الشبابية الشعبية ، يسلخون ثوار فبراير وفي عهد ثورتهم استقر سعر صرف الريال لعامين متتاليين وتم صرف استراتيجيه الرواتب لمعظم موظفي الدوله وتم افتتاح كثير من المشاريع المتعثرة والمشاريع الجديدة ويكفي انه تم اسقاط مشروع التوريث .

 

مما لاشك فيه ان هناك أخطاء تخللت الثورة الشبابيه ابتداء بالتعاطي الغير مضبوط ومشروط مع المبادره الخليجية ثم ماتبعها اثناء حكومة الوفاق وأثناء سير مؤتمر الحوار الوطني لكن ليست بالأخطاء التي يتراكم كل ذلك الحقد في صدور بعض اخواننا من المؤتمر على الثورة الشبابيه وليست بالأخطاء التي تظل شماعة تُحمِل ثوار فبراير نكبة 21 سبتمبر السلاليه ولا بالأخطاء التي تصبح أسبابا لمقتل الرئيس صالح و تصدع البناء المؤتمري .

 

إن مانؤكده ونظل نقتنع ونُقنِعُ به هو أن جلد الحاضر بالماضي فإنما يعيق التقدم للمستقبل ويثير الضغائن بين الأفراد ويعمق الجراحات وان المستفيد من هذا إنما هم دعاة العنصرية والسلالية والخارجين من كهوف الدجل والضلالة لإعادة الإمامة ، على الجميع أن يسمو فوق الجراح وإن كان من ثورة حقيقية فإنما هي ثورة يستظلّ تحتها كل مظلوم ناله ظلم مليشا الإمامة الهاشميه الحوثية الكهنوتية وليس من هدف له إلا استعادة الجمهورية ودولة المواطنه المتساوية والتي تذوب فيها كل الفوارق وتتلاشى كل الطبقات وتسود العداله والحرية والمساواة . ...............