(مشيمة ) جنيف !

بعد تأكيدات سوقها السيد مارتن جريفيث عن حضور وفد مليشيا الحوثي الكهنوتية لمشاورات جنيف، و هو الموعد الذي تحدد قبل شهرين، نكثت مليشيا الحوثي وعدها بالحضور .

 اقترحت بدائل و خيارات ممكنة لحضور المشاورات التي منها أن يحضرها المتواجدون من قيادات المليشيا بسلطنة عمان.

 لم تكن وسيلة النقل منعدمة، و لكن التعسف في تحديد نوع و حجم الطائرة كانت مجرد تحجج و بحث عن أعذار واهية و سخيفة في آن واحد، تكون عذرا لهم عن عدم الحضور.

 و عندما أجل السيد غريفيث موعد الانعقاد أربعا و عشرين ساعة كان مقتنعا تماما أن ليس هنالك من مبرر لعدم حضور وفد مليشيا الحوثي، و لو كان المبرر الساذج الذي أورده غريفيث ببيانه صحيحا؛ لكان قاله بوضوح يوم الخميس بدلا من الإعلان عن تأجيل موعد انعقاد المشاورات.

 إذن المبرر الذي استجداه المبعوث الأممي في بيانه؛ ليخلي به ساحة مليشيا الحوثي عن مسؤولية التخلف؛ كان مبررا يفتقر إلى المسؤولية، ويفتقد المصداقية في آن واحد.

مدد الرجل الوقت لعل وفد المليشيا المتمردة يأتي، لكنه لم يفعل، فمضى غريفيث - رغم سنه المتقدمة - يتولد أعذارا و مبررات  نيابة عصابة التمرد (المدللة ) -  فضحها تناقضه في بيانه الذي أكد فيه على فشل الجولة، و كان السياق الذي ينسجم مع المبرر الذي قاله أو باله أن يبدي أسفه ( لتعثر ) المشاورات لا لفشلها، أما و قد أقر بالفشل فمعناه أنه في داخله غير مقتنع بالمبرر الذي عانى في تولده له!

 و عزز ذلك بأن أثنى على التزام وفد الحكومة، و لو كان مبرره الكسيح يقوى على الوقوف لأبدى غريفيت  تأسفه فقط؛ لأن الطرف الآخر تعثر في الوصول بسبب صعوبة التنقل و لما استحق جانب الحكومة الثناء.

مثل غريفيث مثل رجل قروي استعار من جار له بقرة على أن يتولى توفير حاجاتها من حظيرة و طعام و ماء طيلة الفترة المعارة له فيها، مقابل الحليب و المناصفة فيما تنتجه من أعجال، كان صاحب البقرة يرصد بدقة حال البقرة و خاصة موعد ولادتها حتى لا يخدعه جاره فيخفي عنه بعض أولادها.

ولدت البقرة فجاء مالكها للتأكد فورا، و ما أن سمعه الجار يطرق عليه بابه حتى أخذ العجل الصغير الذ ولد لتوه و وضعه تحت الثور و قام و غرز

المشيمة( السلى ) في مؤخرة الثور،  و لما دخل صاحب البقرة يسأل عما أتت به البقرة، قال الجار المستعير، ما أتت بشيئ و إنما هذا الثور هو الذي ولد، حتى انظر، ما زالت المشيمة معلقة في مؤخرة الثور لم يكتمل خروجها!

 بالطبع صاحب البقرة رفض هذا الهراء السخيف الذي لايصدقه أحد.

 غريفيث لم يحسن التعامل مع المشيمة التي يفترض  أنها خرجت من وفد المليشيا، لكنه آثر أن يضعها على (نفسه) نيابة عنهم.