تعز الشرعية و التحالف العربي

ليعذرني من يقرأ السطور التالية عندما يجد بعض عباراتها تتحدث عن تعز .

 لست مناطقيا، و لا جهويا، و لا أظن عاقلا يرضى أن يحقر نفسه، أو يقزم ذاته، فيحصرها بمسمى محدودا أفقا أو جغرافية، غير أنني أكره أن تتطفل بعض التقارير ؛ لتقوم بتقديم تعريف مزور لتعز ؛ حيث تتالت التعريفات المزوّرة بصورة ممنهجة و مكثفة في الآونة الأخيرة، حتى قدمت تعز و كأنها جحيما لايطاق.

   تعز أكبر من أن يتطفل للتعريف بها كتبة المطابخ، أو مقاهي الفرْغة و المتعطلين.

   فهل حقيقة تعز هي تلك التقارير التي شوهت جمالها، و أنكرت مدنيتها، و زورت سلوكها، و استعدت عليها الدنيا !؟

 فما الذي جنته تعز لتُسْتكتَب ضدها كل تلك التقارير، و تثار عليها كل تلك الافتراءات؟

   قد يقول مترجمو لسان حال تلك التقارير ؛ إنما المقصود طرفا سياسيا بعينه، و هي ترجمة حمقاء لتقارير أكثر حمقا؛ لأنها تحرض على تجريم تعز بنفَس انتقامي بائس .

   تعز ليست الإصلاح! و الإصلاح ليس تعز، و لكن تعز لوحة ذات ألوان زاهية و جميلة، قد تتفاوت مساحات هذه الألوان، لكن جمال هذه اللوحة يشكله هذا التعدد، بصرف النظر عن تفاوت المساحات، و هنا يكمن جمال هذه اللوحة، حين تتكامل هذه الألوان جمالا و بهاء و حسنا ! كل الألوان تكاملت في إبراز جمال اللوحة.

  هذه اللوحة - في الأصل  -  موجودة في كل اليمن؛ و الخوف فيما لو ذاب لون هنا، أو  تفسخ لون هناك من هذه اللوحة.

    من هنا فإن التجمع اليمني للإصلاح سواء في محافظة تعز، أو في كل اليمن هو لون زاهٍ و جميل ضمن تلك اللوحة الجميلة.

   من المهم لتعز ؛ و من الأهم لليمن الاتحادي أن يحافظ على هذه اللوحة الجميلة، و إن تفسّخ أي لون، قد يؤثر في تكامل جمال اللوحة.

   و الأمر الأسوأ أن يأتي من يحاول تشويه جمال اللوحة عمدا، فضلا عن أن يحرض على  تمزيقها !

   خرجت تعز اليوم في مسيرة حاشدة؛ لتقدم نفسها بحقيقتها دون رتوش أو زخارف ؛ خرجت لتعبر عن رفضها التام لمليشيا الكهف الكهنوتي، و خرجت لتقدم العرفان بالجميل لدول التحالف العربي ؛ و لتقول أنها تقف جنبا إلى جنب مع دول التحالف العربي، و خرجت لتؤكد أنها مع شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

   و خرج الإصلاح للأسباب نفسها بالضبط.

 و كلا الإثنين - الإصلاح و تعز - خرجا ليقدما حقيقة تعز، و معا أظهرا مدى زيف و أكاذيب تقارير ؛ راحت تثير التراب و الغبار لتحجب ضوء الشمس، لكن صفاء جو الحالمة ظل مشرقا بهيا، و بقيت شمس تعز صافية منيرة.

و في تعب من يحسد الشمس ضوءها   و يجهد أن يأتي لها بضريب

   الإصلاح في تعز جزء من كل، و لون من جملة ألوان، و بالعربي الفصيح ؛ حزب من ضمن الأحزاب المساندة للشرعية  ترفض تقارير الزيف و التزوير، و تحتقر تقارير الاستعداء و التحريض.

 

   أما تعز فلسان حالها يقول :

 

   كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم            و يكره المجد ما تأتون و الكرم

  ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي       أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم

 

   و أما لسان حال الإصلاح فيقول :

 

      عدوك مذموم بكل لسان      و إن كان من أعدائك القمران

     و لله سر في علاك و إنما       كلام العِدَا ضرب من الهذيان

 

 عفوا إن مضت هذه السطور في مجملها تتحدث عن تعز و عن الإصلاح، لأن الحقيقة لا تعز بدون صنعاء و عدن، و لا تعز بدون حجة و المهرة ... كما لا إصلاح بدون كل القوى و الأحزاب و المكونات المختلفة المؤيدة للشرعية !

   و مجمل القول أن تعز و الإصلاح، يحييان الشرعية و التحالف العربي .