اليونيسيف أم النّسف؟

من المستبعد جدا - أو هكذا نفترض- أن تُقْدم منظمة اليونيسيف التي من شأنها و هدفها الرئيس الاهتمام بالطفولة على تبني تمويل مخيمات لعصابات و مليشيا الحوثي الكهنوتية بغرض إعدادهم عسكريا، و من ثَمَّ الزج بهم الى جبهات القتال.

 

   هذا ما نعتقده و نفترضه، بصرف النظر عن ممارسات و سلوكيات بعض منظمات الأمم المتحدة؛ التي كان الناس يضعونها في أذهانهم خلف هالة من التقدير و الاحترام، و أنها منظمات إنسانية صرفة، و محايدة جدا، غير أن هذه مزاعم اهتزت تماما، و زال عنها ما كان يحوطها من هالة كاذبة؛ و ذلك من خلال ممارساتها في أكثر من بلد، حيث تصبح ستارا و غطاء لتمرير الموبقات، و هكذا أصبحت النظرة لبعض أو كثير من منظمات الأمم المتحدة، أو ما يتولد عنها من لجان و بعثات، و مبعوثين دوليين.

 

   نفترض في اليمن سلامة النية لمنظمة اليونيسيف، و أنها خدعت بتمويل مخيمات عصابات الحوثي الكهنوتية، و أنها إنما كان هدفها و غرضها الانساني البحت تقديم خدمة للطفولة. غير أن سؤالا هنا لا بد أن ينشأ؛ و هو كيف سولت لها نفسها أن تتبنى هذا الدعم بواسطة عصابة عسكرية متمردة، هذا أولا، و ثانيا: كيف لم يبرز هذا الاهتمام الإنساني للمنظمة مع السلطة الشرعية اليمنية؟

 

   هذه المنظمة معنية في مكافحة تجنيد الأطفال، و نفترض- إلى آخر  رصيد يسمح من الافتراضات أنها لم تكن تعلم أنها وقعت في فخ دعم مخيمات كهنوتية للحوثيين يقوم بتجنيد الأطفال تحت مسمى مخيمات صيفية.

   إذن فالمحصلة النهائية لهذه الافتراضات أن الأمور تكشفت الآن بكل وضوح لدى منظمة اليونيسيف و أنه قدتحقق لديها أنها تمول معسكرات تجنيد للأطفال، فماذا هي فاعلة بعد أن تحقق للقاصي و الداني أن ماتقوم بتمويله هي معسكرات و ليست مخيمات صيفية ؟

 

   هنا تنكشف الأهداف الخفية تماما؛ فإذا ما كفت عن دعم و تمويل تلك الأنشطة العسكرية، فقد برأت نفسها، و حافظت على صورتها، و إن أبت إلا الاستمرار في غيها و ممارساتها و تقديم خدماتها، فقد أكدت بالجرم المشهود مخاوف الانسانية من مزاعم أدعياء الإنسانية؛ حتى و لو كانت بصورة بعض منظمات الأمم المتحدة !

   و من هنا فقد وجب أن تعدل في تسمية نفسها من اليونيسيف إلى منظمة إعداد الطفولة للنّسف .