خمس سنوات عجاف ستنتهي على أيدينا!

" عزكم في ذُل اليمنيين وذُلكم في عزهم" هي الوصية التي نسبت للملك عبدالعزيز والتي باتت تترسخ في أذهان اليمنيين كحقيقة لا خلاف عليها ، وبغض النظر عن تقلبات العلاقة بين اليمن والسعودية على مر التاريخ فإن الحرب الأخيرة التي نتجرعها منذ 5 سنوات أوقعت السعودية في فخ كبير أفشلها في تقمص دور الأخت الكبرى راعية السلام في اليمن والمنطقة.

 

إن الحقائق القريبة تؤكد أن الوصية السالف ذكرها هي الاستراتيجية التي يتبعها النظام السعودي في اليمن ولا يخفى ذلك على الشعب اليمني من أبسط مواطن حتى أكبر سياسي وصانع قرار، إذن لماذا نستمر في هذه الحرب الظالمة التي بلغ ضررها على اليمن حضارة و إنسان أقصى درجاته؟؟
وعلى كُثر مفاوضات السلام الهُلامية التي تقام هُنا وهُناك لا شيء يتغير بل على العكس تزداد الأمور جوراً وبطشاً في مختلف المحافظات.


إن المثل القائل " مصائب قوماً عند قوماً فوائد" ربما يلخص لنا المشهد اليمني، فوجود قوى إقليمية ومحلية ، سياسية واقتصادية " تتمثل في تجار الحرب الانتهازيين " لا تشارك في المعارك لكنها تستفيد منها هو السبب الأوحد لاستحالة السلام في اليمن، هذه القوى التي كلما استفحلت الحرب استفحل ثراءها وكلما جنى عزرائيل أرواحاً جنت دولارات لا حصر لها.


تجار الحروب ، من يبيعون ويشترون بأوجاع الشعب ، تتفق مصالحهم فيتفقون ضدنا وإذا اختلفوا فعلى حسابنا!
المتسلقون على جراحنا ، المتعبثون بقوت يومنا ، على مر الأزمات المفتعلة التي عايشها الشعب و أصبح خبيراً بمواقيت انطلاقها بنوا هؤلاء ثروات طائلة حجمت من الفجوة التي بين طبقات المجتمع بين غنى فاحش وفقر مدقع.


يعي الشعب ذلك تماماً فتستطيع مثلاً أن تسمع على مستوى النقاشات العابرة على وسائل المواصلات العامة صوت الضجر الذي قد علا وملامح السأم التي ترتسم على وجوه العامة فمتى إذن يقف المقهورون المغلوب على أمرهم كالبنيان الواحد ويقولون كفى؟


متى يمنعون هذا البطش والتسلط الذي يُمارس ضدهم ويسلبهم أبسط حقوقهم ؟
متى تقوم لليمن قائمة ونستعيد تلك الحضارة التي باتت كالأساطير نكفر بها لحظة جحود ثم نعود إلى إيماننا؟


متى نخلع جذور الفساد ونثور لأحلامنا .. أحلامنا البسيطة التي لا تزيد على أن تُحفظ كرامتنا، وألا نتسول بانكسار لأجل خبزة كانت لنا ويبيعنا إياها تاجر حرب بأضعاف ثمنها بكل بجاحه؟؟
 ألا نموت على الطرقات لأن أزمة دواء خانقة ضاعفت من سعره حتى لا يحصل عليه إلا من استطاع إليه سبيلا؟!


هدمت هذه الحرب إنسانيتنا، دمرت مقدرات كان يعول على تطويرها وتطويعها لأجل المواطن اليمني وغيرت مفاهيمنا وتطلعاتنا للمستقبل الذي لا ينفك أن يعبس في وجوهنا .. متى يفهم اليمني أن لا يد ستوقف عجلة هذه الحرب سوى تلك اليد الكادحة التي تنبض الوطنية من بين شقوقها .. التي تُخبر خشونتها عن خمس سنوات عجاف مر بها الوطن وستنتهي بها؟!