ذكاء الحوثي في خداع السعوديه !!

لدى الكثيرين حس ما بالثقة في ذكاء الحوثي حد افتراض انه يخدع السعودية وقبلها الإمارات 
الآلة السعودية حتى وهي تفصح عن الارتجال والسذاجة في التعاطي مع قوى الداخل وتلك الحالة من التشوش في ترتيب خياراتها إلا انها دولة راكمت خبرة استقرار وتلاعب باستقرار الآخرين 
أظنهم يتواصلون مع الحوثي الآن لكسب الوقت وتحييد حليف لإيران وهم بصدد مواجهة معهم 
عوضا عن تجريده من " مجد حرب السنوات الخمس" إذ تبدو أصوات يمنية كثيرة بعد هذه السنوات وقد تحولت من اعتبار السعودية والإمارات منقذا إلى التعاطي معهم كعدو لليمن ، وأثناء ما يبدو الحوثي وقد تقارب مع هذا العدو في محصلة خمس سنوات من الإخفاق العسكري والسياسي خليجيا وشرعيا ونجاح حوثي ولو من وجهة نظر صمود ومآلات عسكرية .


كتبت سابقا عن هذه المآلات ضمن محاولة تحليل وقراءة استباقية تبدأ ب" سيتموضع الحوثي ويتفاقم شتات الشرعية وستتقارب الدولتين مع صنعاء وستسبق إحداهما الأخرى ، أشرت أيضا لكون المشروع الإيراني قاس ومكلف وبلا وجهة وكيف أن اليوتوبيا المذهبية ستطمرها حقائق الجغرافيا .


ربما منذ عام كتبت ذلك ، والآن تبدو هذه اللجان والمفاوضات السرية الثنائية وكأنها سرقة للوقت وللمهمة المعلنة والأهم سرقة نتائج وماترتب على حرب السنوات الخمس والتنصل من تبعاتها عسكريا وحتى تجاه الخراب ، وسرقة لحظة التفوق ونشوة الحوثي وتجريده مما قد يستخدمه لاحقا كاستحقاق وطني ، فها هو يفاوض وكأنه قدم تضحيات شخصية ليحصل على تفاوض شخصي ، تفاوض لا يحضره العالم ولا تشرف عليه قوى ضامنة أنجزت سلاما بين اليمن والسعودية وبوجودها سيكون الأمر هكذا ونتيجة طبيعية لحرب وهكذا تنتهي الحروب عادة وبضمانات عدم اعتداء واحتمال إعادة الإعمار ، ناهيك عن الفكرة المحورية لأي عملية سلام والتي تعالج سبب الحرب وهو شكل الدولة والانتقال من المواجهات إلى التسوية الشاملة . 


مايحدث الآن ليس أكثر من تلك الحذاقة بين طرفين يعتقد كل منهما أنه أذكى من الآخر وأنهما معا أذكى من بقية الأطراف . 
بالنسبة للسعودية ليس لديها الآن ماتخسره بهذه الجلسات الثنائية أو تخشى منه " كالشرعية مثلا" عملية تفاوض وبحث قضية يمثلها أناس لا يمتلكون أي قدرة أو قوة يضغطون بها على المملكة أو تجعلها تعيرهم اهتماما وهي تتباحث بطريقتها ووفقا لحاجاتها الأمنية بمعزل عن ذريعة وسبب التدخل وبمعزل عن من يمثل شرعية التدخل والحرب برمتها . 


تفاوضهم الآن بوعد وغواية الإيماء لمنحه شمالا على مقاسه ، شمال بلا حديدة ولا مأرب ، بلا موانئ ولا حقول نفط وغاز ولا جنوب وتبعاته 
ينفردون بكل الموارد هناك ويمنحونه وهم الاستقرار في مناطقه وفي تلك الأثناء يعدون لخنق الشمال الحوثي وفرض سلطة " مركبة" تتبعهم آخر المطاف على غرار ما حدث بعد انسحاب المصريين وبعد خمسة نوفمبر الستينات ، حيث فرغت المملكة بالمال لردم فجوات السلاح والهيمنة على الجمهورية بمزيج من الجمهوريين والملكيين التابعين لها على حد سواء . 


يخسر اليمنيون كلهم في كل مرة ، المهزوم والذي صمد . 
أذكر أنني ختمت تلك المقالة السابقة بكوني سأقفز للسباحة في حوض مجاري الروضة إن لم يحدث ما توقعته من تقارب خليجي حوثي 


لكن يبدو أن الخليج والسعودية تحديدا تعرف كيف تدفعنا جميعا للاعتراك عراة في حوض مجاري الزمن الملوث.