الصفع السياسي

 يبدو محمد بن زايد وكأنه يصفع حليفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بيد فيما الأخرى تصافحه على مضض وتململ ولسان حاله تلتزم بما تقرره أبوظبي مالم تركناك وشأنك وكأنه معلم يقرع تلميذه المستجد في عالم الحكم والسياسة ومع توالي الصفعات على ابن سلمان إلا أن صفعة الأمس كانت قاسية بالنظر للوضع الحرج الذي تمر به المملكة ناهيك عن توقيتها الذي ينم عن خبث، عند منتصف الليل الوقت الذي يفضله ابن سلمان لإصدار أوامره الملكية التي استهدف بها خصومه وجعلت عرش المملكة في متناول يديه يبدو ابن زايد مستمتعا وهو يسجل أهدافه في شباك خصومه وفقا لمزاجه

 

وفي الوقت الذي يختاره بإرادته فهو يلاعب الجميع حلفائه واعدائه واتباعه ولا يُستبعد أن لديه سيناريوهات مذلة للقوات السعودية المرابطة في عدن فقواته التي دربها هناك وانفق عليها على مدى خمس سنوات لا تتحرج في توجيه أبشع الألفاظ والأوصاف للسعودية وتوجه الانذارات لقواتها من فترة لأخرى مهددة باستخدام السلاح لطردها من عدن كل الأزمات الاقتصادية والطبية والحقوقية التي تمر بها المملكة تهون في نظر ابن سلمان إلا أزمته الصامتة مع أبوظبي ووقوعه في شباك حليفه الماكر الذي يحرص على استحضار ما يسميه بالتحالف القطري التركي الاخونجي كبعبع يبرر به كل خطواته الانفرادية في ملف ظل حكرا على السعودية لعقود

 

ومع أن أهدافهما التدميرية في اليمن تكاد تكون متطابقة إلا أن خلافهما في الطرق والوسائل والنفوذ يتسع يوما بعد آخر أما نحن اليمنيين سواء كان بلدنا موحدا أو ممزقا لم نعد نملك من الأمر شيئ إلى درجة أن الحكومة انتظرت يوما كاملا كي تعرف المزاج السعودي إلى أين يتجه قبل أن تعلن موقفها من قرار المجلس الانتقالي وكذلك فعلت رئاسة مجلس النواب فاليمن باتت مسرحا وميدانا للأطراف المتنازعة في المنطقة والكل مصنف ما بين تابع لإيران وآخر للسعودية وثالث للإمارات ورابع في طور التشكل ومن يدري قد يكون هناك خامس وسادس وسابع