متى ستحلق قيادة الشرعية بالشرعية؟!

 قد يبدو العنوان غريبا لكنها الحقيقة..فمن المؤسف أن يكون الشعب في حالة استنفار منذ٦سنوات يواجه التحديات ويتمسك بالشرعية بكل قوته؛ فيما قيادة الشرعية تتابع بصمت وتدير ظهرها نحو شبق المليشيات وتتخذ موقف الحياد .. وتهيء لنفسها البقاء مدة أطول خارج اليمن، مكتفية بالعمل ضمن قروبات الواتساب..

 

ياجيوش الوزراء والوكلاء والمستشارين والدبلوماسيين، على الأقل شاركونا ولو بوقفة احتجاجية.. حركوا قضية هذا الشعب في أروقة الأمم المتحدة ولا تقتصروا على متابعة المستحقات والوظائف. يا قيادات الأحزاب السياسية التي دخلت في موت سريري إلا من بعض المماحكات التي تنشب بين الحين والآخر، أو البحث عن مصادر تأمين حياتهم وحياة أسرهم والاستحواذ على الوظيفة العامة من خلال التقاسم وتعيين أعداد كبيرة من المقربين..

 

متى ستلحقون بالشعب؟! يا كل هؤلاء المتصدرين ما أتعسكم وأنتم تقدمون القضية الوطنية المقدسة بهذا الوهن، وتتخلون عن مهامكم، وتتركون الفراغ للمليشيات في الوقت الذي كنا ننتظر أن نرى مهمة تحرير الأرض والإنسان واستعادة الدولة تمضي بتناغم وانسجام مابين العمليات العسكرية وتضحيات الأبطال، وبين الفعاليات السياسية والإدارية وتسير في مجموعها جنبا إلى جنب؛ لتعكس مواقف الأبطال في الجبهات الذين يسكبون دماءهم، ويقضون أياما وشهورا وسنوات في قمم الجبال بكل إخلاص وحرص بما يمكن من استعادة الشرعية، فيما أنتم تتقاسمون المليارات بينكم وبين المليشيات وفشلتم حتى في إقناع حليفكم بصدق مشروعكم وعدالة قضيتكم..

 

إذا لم تبادروا بإعادة ترتيب أولويات الحرب، وتقييم أداء المؤسسات المعنية بالمعركة، ومحاسبة المقصرين، وإحلال كفاءات قادرة على تنفيذ المهمة. فضلا عن التعامل بحزم مع الأطراف الخارجية التي تحاول فرض أجندتها، ومصارحة الشعب اليمني بكل ما يدور وتجريم كل من يتاجر بوطنه ومحاكمته بتهمة الخيانة الوطنية.. ومن ثم الإشراف المباشر على سير المعركة عسكريا وسياسيا ودبلوماسية وإعلاميا وحقوقيا.. وحشد الرأي العالمي وحشره في صف الشرعية.. فإنكم مجرد عصابة مارقة خانت شرفها ووطنها وفرطت في أقدس المهمات الوطنية...