السيدعبد الملك والسيد خامنئي والسيد حسن..!

صار بعض الحوثيين يتحدثون عن الوطنية اليمنية والإبتعاد عن إيران ولومها.. حسنا ..!

غير أن الوطنية اليمنية في حقيقتها وأصلها ومقتضاها تتناقض مع الحوثية ومنطلقاتها وملابساتها .. غاية الحوثية كما نعرفها ليس إعلاء الوطنية اليمنية وإعلاء شأن اليمن وإنما تكمن غايتها وتتحدد في تسيُّد الحوثية برموزها وشخوصها وإرثها، على اليمن وأهل اليمن وكلما تعنيه اليمن، وكيفما كانت اليمن ، لتكن رمادا مثلا وحطاما.. من جهتنا لا إشكال أبدا، ومن الطبيعي أيضاً، في أن يكون الحوثيون مواطنيين يمنيين لهم كافة الحقوق مثل ما هي الواجبات أيضاً .. لكن لا أحد يقبل بأي حال أن يكون هناك في اليمن سيدا ومسودا، في المعنى والمبنى والشكل والتنظيم والمضمون والخطاب ..!

 

 

ولا زلت عند رأيي القديم المستمر الذي تحدثت عنه مرات كثيرة، في حق جميع اليمنيين بما في ذلك الحوثيين، وبما في ذلك أحفاد الإئمة السابقين في تولي جميع مناصب الدولة بما في ذلك رئاسة البلاد، لكن بعيدا عن إرث الإمامة وفرية الإصطفاء والحق الإلهي ..

 

هل يقبل عبد الملك الحوثي مثلا، وابتداء، التخلي عن هذا اللقب السياسي التمييزي "السيد" الذي عاد وساد بمقتضياته السياسية العنصرية الإستعلائية الكهنوتية، بعد ثورة الخميني الرجعية، ويريد الحوثيون فرض مقتضياته على اليمنيين بالقوة والعنف والإكراه والتمويه والغزو ..

 

إن الحوثيين في هذه المسيدة السياسية المستوردة في طبعتها الجديدة المسيطرة المتنمرة يتماهون مع حكاية "السيد"حسن نصر الله و"السيد"السيستاني و"السيد"خامنئي .. مع أن الحوثيين يرددون دائماً والآن أكثر من أي وقت مضى، بأنهم لا علاقة لهم بعالم إيران وخرافات تشيعها وأساطيرها البالية ..!

 

نتذكر أن أكثر من روج لهالة "السيد" وسماحة "السيد"في الإعلام العربي المرئي هو الإعلامي غسان بن جدو عندما كان مديرا لمكتب قناة الجزيرة في ظهران لأكثر من عشر سنوات، ومن بعد مديرا لمكتبها في بيروت لسنوات أيضا .. كان بن جدو الدمث سلس التعبير يُغرِق ويسرف ويبتذل كثيرا في استخدام عبارة "سماحة السيد" الخامنئي و "السيد حسن"، وانتهى به الأمر إلى فتح قناة الميادين إيرانية التمويل والهوى وتحت حماية "السيد حسن" نفسه في الضاحية الجنوبية لبيروت ..!

 

صادف ذلك الترويج للمسيدة السياسة المتعالية المسيطرة الذي بدا تلقائيا وطبيعيا، هوىً لدى الحوثيين ، وحيث كان لحزب الله مليشياته العسكرية الضاربة و"سيده القائد المجاهد" ، كان للحوثيين أيضاً مليشياتهم القاتلة وكان لا بد أيضا من تعميم وترويج عبارة "السيد عبد الملك" المتماهي مع "السيد حسن" حتى في خطابته الطويلة وتعابير وجهه الصارمة وإشارات إصبعه المتحدية ..!

 

لو لم تكن ثورة الخميني لما كان حزب الله أبدا، ولما كان له " سيده" الذي يفاخر بأنه جزء لا يتجزأ من ولاية الفقيه.. ولم لو تكن ثورة الخميني وحزب الله لما كان هناك حركة حوثية أصولية مملشنة أبدا .. 
كان الحوثي المؤسس حسين يتباهى بالخميني كما لم يتباه بأحد من أهل العصر ومنذ قرون .. كانت الحوثية ولا تزال لا ترى في الكون سُوى "أهل البيت" ومنهم الخميني، يصلحون لقيادة العالم والإسلام والمسلمين على وجه الخصوص، وتحرير فلسطين طبعا ..!

 

لو وجد حسين الحوثي حاضنة جاهزة لما وسعه إلا يعلن صراحة مثل السيد حسن أنه من أهل ولاية الفقيه وإليها ..

 


والحق فقد تمخضت جهود الحوثية على مدى أكثر من عقدين من الزمن عن تنظيم عقائد متعصب مملشن على غرار التنظيمات الشيعية الأخرى كحزب الله .. لكن ضرر الحوثية على اليمن وخرابها يفوق ما أحدثه حزب الله في لبنان .. وما جنته الخمينية على إيران ..

 

 

هل بالإمكان أن تحدث مراجعة منذ الآن .. ؟هذا ما نأمله .. وما يجب .. لكن لا أحد يراهن .. أو يتوقع أو يثق ..!