22 مايو أولى بالاحتفاء

 تعد وحدة اليمن ذروة نضالات اليمنيين وأعظم إنجازاتهم على الإطلاق في التاريخ المعاصر، وهي خلاصة ثورات سبتمبر وأكتوبر؛ وعيدنا الوطني 22 مايو، أسمى وأعلى من كل ذكرى وطنية أخرى، نحتفي بها.

 

وإذ تتعدد الأخطار، وتتكاثر التحديات على بلدنا وعلى وحدته وكيانه اليوم، أكثر من أي وقت مضى، فالأمر الطبيعي، هو أن تتعزز المواقف وتشتد المواجهة، ويُعتنى بالرموز، مثل الأعياد الوطنية.. ولا مبرر أن نذعن أو نسكت أو نتخاذل، أو نمَّشي الحال، لمجرد أن هناك تأليباً ممنهجاً، مع سبق إصرار ، ودعماً خارجياً سياسياً، وعسكرياً، ومالياً تحركه الأطماع، ضد بلادنا وضد وحدتها وكرامتها..

 

ويلاحظ أن الإحتفاء ، والتعاطي مع العيد الوطني؛ 22 مايو هذا العام؛ وحتى الذي سبقه، تم بشكل متردد وباهت أو حتى بالتجاهل والتثبيط من قبل كثيرين؛ ليس من قبل بعض السياسيين فقط، ولكن من قبل كثير من المثقفين والناشطين والإعلاميين الوطنيين، الذين يحتفون بالمناسبات الوطنية الأخرى باهتمام ملحوظ، ومشكور أيضاً، خاصة في ظروفنا الحالية..

 

والمقصود هنا ليس الإحتفاء المكلف، ولكن التفاعل مع المناسبة، كما تقتضيه رمزيتها الوطنية، بمستوى لا يقل عن المناسبات الوطنية الأخرى، مثل ثورتي سبتمر وأكتوبر، إن لم يكن أكثر، لأن 22 مايو هو عيدنا الوطني أيضاً، كما أن التحديات حول وحدة بلادنا، اليوم، ليست هينة ..

 

ومثلما يوجه الإحتفاء بسبتمبر رسالة قوية واضحة للحوثيين، فإن الإنفصاليين ومن يدعمهم يلزمهم رسالة مماثلة وربما أقوى..والغريب أن موقف الانفصاليين ضد الوحدة، أكثر تبجحاً ووضوحاً أما الحوثيون فما زالوا يزعمون أنهم مع سبتمبر 1962، ولو زورًا وتقية، أو على الأقل لا يجاهرون بالخطاب ضدها على نحو ما يفعل الإنفصاليون.

 

وكل هذا لا يقلل من خطر الحوثيين وكارثيتهم. أحيانا؛ نتوه في نخبتنا السياسية والثقافية، ونتخبط، ولو لم نتُه ونتخبط كثيراً، ما دخل الحوثي صنعاء أبداً ولو قاتل مائة عام. حالة التوهان عندنا قديمة بعض الشيء .. فكم توَّه بعض المثقفين والسياسيين؛ الشعب، عن حقيقة الحوثي، وهو ما يزال برعماً شيطانياً صغيراً في صعدة! كلما تُهنا وأذْعنَّا وتراخينا أكثر، طمع فينا الطامعون، واستهتر بِنَا المستهترون بلا حدود، وتمادوا في حقنا بلا احترام أو تحسب، كما خَبِرنا ذلك في تجاربنا المريرة السابقة، وكما نرى اليوم ونشاهد.