إلى أين يا وطن

تزداد الضغوط على الشرعية من كل اتجاه،آ  وفي كل الميادين.

يريدون إنها شرعية الرئيس هادي دون ايصال اليمن للسلام ولا إلى الانتقال الآمن! ولا استعادة الدولة، ولا وطن موحد، وهذا يعني صراحة تسليم اليمن للميليشيا الحوثية وأخواتها، وإطالة أمد الصراع في اليمن لأجيال قادمة، وربما تفتيت اليمن إلى دويلات عدة!

تذهب السياسة الأمريكية لترجيح كفة الحوثي تمهيدا لتسليمه اليمن، وذلك من خلال الحديث عن فتح السفارة الأمريكية في صنعاء، بمعنى الاعتراف بسلطة صنعاء، ومنحها مشروعية دولية كسلطة بديلة لشرعية الرئيس هادي!

وستحلق بأمريكا كل دول أوروبا، وبالطبع أيضا الدول العربية ولو على استحياء.

وفي ظل هذه المؤامرة الواضحة تتعاطى بعض النخب والأحزاب السياسية اليمنية المجتمعة في أبو ظبي واسطنبول مع التوجهات الأمريكية وتوابعها بسذاجة تامة، تسهم في إنهاء الشرعية، ظنا منها أنها فرصتها لتقدم البديل، في حين أن الواقع والتوجهات تحصر الخيارات في أضيق نطاق، وتجعل البديل صنعاء لا غيرها.

لقد جنت النخبة السياسية الكارثية على اليمن منذ لحظة تسليم القرار اليمني للأمم المتحدة، ومرة ثانية بقبولها تسليم الملف اليمني للرباعية متفردة، دون أن تشترط حتى وجود اليمن عضوا خامس، ولو من قبيل مشاهدة اللعبة، وقراءة الفاتحة!

سلمت اليمن ماضيه وحاضره ومستقبله للاعبين الدوليين والاقليميين مغمضة العينين، دون أن تشترط شرطا واحدا يحفظ لليمن كيانها ووجودها، وهذا هو سرآ  الكارثة التي حلت باليمن، ومرتكز القوة الذي تستند إليه سياسة أمريكا لتسليم اليمن للميلسشيا كما فعلت في أفغانستان.

واليوم وبعد كل هذه الكوارث التي جنتها النخبة الفاشلة على اليمن حاضره ومستقبل أجياله، تتسابق في مواكبة المؤامرات الدولية، فتقدم خططها الانقلابية التكميلية لإنهاء ما تبقى من رمزية الشرعية، وتسريع تسليم اليمن رسميا للميليشيا الحوثية!

لم يعد هناك في الحقيقية لليمنيين ووطنهم من مخرج، سوى الحل الشعبي المتمثل في الاستعداد لثورة شعبية تستعيد القرار السيادي، وتعيد المسار الوطني المستقل، وتنهي هذه المهزلة برمتها.