هل الحوثي يكره إسرائيل أكثر أم اليمن ؟

السؤال أعلاه كان صادما لي ، حينما سألني ابني ذي الإثني عشر عاما ، وقعت في حيرة ، كيف يمكنني أن أقيس كراهية الحوثي لإسرائيل وكراهيته لليمن ، فهل اعتمد على الشعار المرفوع ، أم ألجأ إلى قانون الإحصاء ، فاستقريت على إحصاء عدد الذين قتلهم في اليمن والذين قتلهم في إسرائيل ، فوجدت أنه حصد عشرات الآلاف من اليمنيين ولم يقتل إسرائيليا واحدا ، فهل يصدقه الأغبياء بعد اليوم ويرددون شعاراته التي لا تقتل سوى اليمنيين ؟ وهناك سؤال آخر يقول : من المسؤل عما جرى ويجري في اليمن ، وهل سيحاسب عن جرائمه ؟ مالذي بقي لم يفعلها الحوثي في اليمن من جرائم وكوارث وأزمات ؟ ماهو السر في تدمير بلد بمكانة اليمن وتاريخه عبر مجموعة ترفع شعار يفترض أن العالم جميعه يقف في وجهها ؟ كيف نفهم الاستهانة بحياة اليمنيين والاستهتار بالنظام والعبث بقدرات الشعب وإخضاعه لجماعة كل سلوكها إرهابي ؟ ما حقيقة الحوثية ومن يقف وراءها ؟ لماذا أمريكا تدرج أفرادا في قائمة الإرهاب وتمتنع عن إدراج جماعة الحوثي ؟

 

الجواب بكل بساطة أن الحوثية بنت شرعية للثورة الخمينية ، والثورة الخمينية بنت شرعية للصهيونية العالمية التي ربتها في حاضنتها في ضواحي باريس ، والجميع يزعم أنه يواجه إيران وأذرعها ، لكن ذلك يظل فقط في الإعلام ونشرات الأخبار ، أما على أرض الواقع فهم يدعمون إيران وأذرعها في المنطقة . أمريكا توفر غطاء آمنا للحوثي وتؤمن له تحركاته ، فلن نتوقف أمام ماقامت به في الحديدة ، بل سنتوقف أمام ظهور المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينغ في تعز ، بينما كان الوضع الطبيعي أن يظهر في مأرب ، ومع ذلك مازال هناك بعض المغفلين من الساسة اليمنيين الذين يراهنون على التفاؤل بالدور الأمريكي برغم عبثيته .

 

باختصار إن ما يبقي على الحوثي وعنصريته وأمريكا وعبثيتها ، هو خلافات القيادات السياسية اليمنية والتي ستظل وصمة عار على جبين هؤلاء الذين قدموا ثاراتهم الشخصية على حساب المصالح الوطنية ، سيشهد التاريخ على هؤلاء بأنهم ساعدوا على انهيار الدولة بكل مقوماتها ومؤسساتها وأجهزتها ، ولو توحدت الإرادة الوطنية لعصفت بالحوثية وبالهمجية الأمريكية التي تصنع الإرهاب ، ثم تقتل الشعوب تحت مظلة مواجهته .

 

 

ليس ما تقوم به أمريكا قدرا مقدرا ، بل يمكن مواجهة ذلك والانتصار عليه ، فما صنعته مأرب حتى الآن هو كسر للإرادة الأمريكية التي تنتظر منذ أكثر من عام على سقوطها بيد الحوثي ، لكن الإرادة الحرة خيبت آمال الأمريكان وعجز الحوثي عن الإيفاء بما وعد به أسياده في واشنطن ، وستبقى مأرب صامدة لا تتزحزح ، وما يجب فعله ممن يدعي أنه ضد الحوثي فعليه أن يمارس معركته من حيث هو ، فالمعركة مع الحوثي ليست في مأرب فقط ومن يصر على ذلك ، إنما يمكن الحوثي من تحديد زمان ومكان المعركة ليس إلا ، فمن يريد أن يدخر لأبنائه ذكرا حسنا في صفحات التاريخ فليوجه سلاحه إلى صدر العنصرية الحوثية .