تأثير الصلاة على الدماغ.. حقيقة أم خرافة؟

سجود

بعض العلمانيين والملحدين في العالم العربي دائما يطالبوننا بالحديث العلمي بدل الحديث الديني وهذا من حقهم، لكن مرات يهربون من الأدلة العلمية كونها إحصائية مثبتة عن طريق الاجتهاد وليس النقل، لهذا قررت أن يكون نقاشي دائما معهم علميا لا دينيا حتى يكون عمليا وليس انطوائيا عن البحوث العلمية المعروفة، ومن بين المواضيع التي كنت أريد شرحها علميا كوني أؤمن بها اعتقادا، هي الصلاة وماذا يحدث للمناطق الدماغية أثناء تأديتها، ومن هم علماء الغرب وأمريكا الذي تبنوا بيولوجيا الإيمان كعلم سائد.


التجارب العلمية تشير أن الصلاة بجميع أساليبها وصفاتها لها تأثير خاص على الدماغ، وجميعنا يعلم أن الدكتور أندريونيوبرغ طبيب الأشعة في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، درس هو وفريقه مجموعة من الرهبان البوذيين الذين مارسوا التأمل لمدة ساعة تقريبا، استعمل فيها الفريق تقنيات متطورة لتصوير المخ، لكن حينما وصل الرهبان إلى الحالة القصوى من التأمل حقنوا بمادة مشعة في دمائهم من أجل أن تتيح للفريق مراقبة المناطق الناشطة في المخ، فكانت النتيجة زيادة في نشاط الجزء الأمامي من المخ، وانخفاض بالجزء الخلفي، وقد علق دكتور أندريونيوبرغ في مقال طبي له حول تجربة الرهبان البوذيين قائلا، أثناء التأمل يفقد الناس إحساسهم بأنفسهم، ويمرون كثيرا بتجربة الإحساس بانعدام المكان والزمان، وقد كان هذا بالضبط ما رأيناه، ومن كلامه نستنتج أن تصريحه يعتبر دليل علمي يؤكد أن الصلاة تعيد تنظيم البرمجة الدماغية.
 

اقراء ايضاً :

الركوع والسجود من ناحية الدينية هو من أركان الصلاة الأربعة عشرا، لكن من ناحية العلمية هو وظيفة حيوية حركية لها مؤشرات من علم الحركة، يعني أن لها فوائد عظيمة على الجسم دون الوصول إلى الدماغ

الصلاة في الإسلام لها قاعدتين في تفسيرها العلمي وعلى نشاطها البرمجي لدماغ، لأنها تكون إما فردية أو جماعية، إما المصلي يقرأ أو يسمع وإذا أخدنا منطق الاستماع لا القراءة سنتحدث عن الصلاة الجماعية التي يقرأ فيها الإمام ويستمع لها المصلين، أول شيء يفعله المصلي هو الوقوف ووضع يديه على صدره والنظر إلى ما يسمى موضع السجود، الوقوف معروف علميا أنه له فوائد كثيرة على الصحة بمنطق العام، منها على سبيل المثال أنه يؤثر على الجلكوز ويحسن من تفاعلاته، لكن على الدماغ بشكل خاص هو يهيئ المنطقة الناصية ويحضرها لنشاط يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة والصائبة في نفس الوقت، وضع اليدين على الصدر هي حركة فيزيولوجية مهمة جدا، أما النظر إلى موضع السجود فهي تجعل العين في ارتخاء كبير وانقباض في عدسة العين، لم يبقى إلا استماعه للقرآن من طرف الإمام، الذي بترتيله أو تجويده يجعل خلايا دماغ المصلي تتجاوب مع الترددات الصوتية التي هي عبارة عن كلام الله سبحانه تعالى، ولنا دليل علمي من تجربة هنريك ويليام دوف سنة 1893، الذي اكتشف أن الدماغ يتأثر إيجابيا أو سلبيا لدى تعريضه لترددات صوتية محددة، وقد استنتج هذا حينما عرض الأذن إلى ترددات صوتية وجد من خلالها أن خلايا الدماغ تتجاوب مع هذه الترددات، فماذا لو كانت هذه الترددات هي كلام خالق البشرية.


كل هذه الحركات قبل الركوع تجعل المصلي يصنع حركة تصورية إيمانية روحانية لا إرادية. لأن استقرار جسده وصفاء ذهنه واطمئنان قلبه يشكل أعلى مراتب التأمل ألا وهي الخشوع ،فإذا بيولوجيا الإيمان ترى أن التأمل هو العلاج الحاسم لأمراض العصر من الاكتئاب والقلق والإحباط، فماذا عن اطمئنان القلب كليا وعمليا وبدليل قوله سبحانه تعالى "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، واطمئنان القلب يعني صفاء الذهن، والتجربة العلمية الأولى التي نقدمها، هي التي اتفق عليها العلماء حينما قالوا أن دماغ الإنسان يصدر ترددات كهرطيسية، التي تعطينا أدنى تردد لموجات دلتا، في حالة التأمل الكامل والأقصى أو ما يسمى بحالة التفكير العميق أي بأقل من 4 هرتز، وإذا أقمنا تجربة على الخشوع المطلق والكامل والتام ممكن نجد أقل من 4 هرتز، وهذا يعني سلامة الدماغ بمعدل 99.99 بالمائة في حالة الخشوع.


الركوع والسجود من ناحية الدينية هو من أركان الصلاة الأربعة عشرا، لكن من ناحية العلمية هو وظيفة حيوية حركية لها مؤشرات من علم الحركة، ولأن الركوع والسجود حركة إرادية، يعني أن لها فوائد عظيمة على الجسم دون الوصول إلى الدماغ، لأن ما فعله المصلي قبل الركوع من صناعة حركة تصورية إيمانية، التي وصل بها الدماغ إلى أقل من 4 هرتز على موجة دلتا كهرطيسية، يساعد انتظامه واستقراره على صنع أقوى فعالية لعمل جميع مضخات الوريدية بسبب الركوع والسجود والقيام منهما.