الطائرات المسيرة التي قصفت شركة أرامكو السعودية تنطلق من دولة مجاورة غير اليمن .. وواشنطن توجه رسالة طارئة ‘‘تفاصيل’’

طائرة حوثية مسيرة

أثيرت تساؤلات عن حقيقة استخدام مليشيا الحوثي مواقع عراقية لإطلاق الطائرات المسيرة التي استهدفت منشت نفطية في المملكة العربية السعودية.

وكشف رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أمس الثلاثاء، عن تلقيه تقارير من الإدارة الأمريكية تفيد بانطلاق طائرات مسيرة حوثية نحو المملكة العربية السعودية من مواقع عراقية.

اقراء ايضاً :

وقال عبدالمهدي خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي إن ”الأمريكان تحدثوا عن إمكانية انطلاق تلك الطائرات من العراق، لكن دوائرنا الاستخبارية وأنواءنا الجوية والقيادات الجوية لم تؤكد هذا الخبر، فالفضاء (العراقي) معروف، وعندما نتكلم عن مثل تلك الطائرات، فإنها إذا انطلقت من العراق بحاجة 975 كيلو مترًا، أما إذا انطلقت كما ادعت حركة أنصار الله فإنها تحتاج إلى 600 كيلو متر فقط“.

ويشير عبدالمهدي بذلك إلى قصف مطار أبها، لكن الحديث الدائر عن قصف محطة ضخ أنابيب نفطية في محافظة الدوادمي وعفيف التي تبعد عن محافظة السماوة العراقية عدة كيلومترات.

وأضاف:“ليس لدينا أدلة فيما قدموه لغاية الآن، وليس هناك إثباتات على ذلك، ونحن في الحكومة العراقية نطرح ما تتوصل إليه الأجهزة الاستخبارية، وأما التعليق من بقية الأطرف فكلٌ مسؤول عن تصريحاته“.

ويأتي حديث عبدالمهدي بعد أن كشف السياسي العراقي مشعان الجبوري قبل يومين عن تلقي الحكومة العراقية رسالة من واشنطن، بأن طائرات مسيرة قصفت منشت نفطية انطلقت من الأراضي العراقية.

وتعرضت الشهر الماضي محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق – غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، لهجوم من طائرات ”درون “ دون طيار مفخخة، ونجم عن ذلك حريق في المحطة رقم 8، بعد أن خلَّف أضرارًا محدودة، بحسب وزير النفط السعودي خالد الفالح.

وقالت رئاسة أمن الدولة السعودية أنه ”ما بين الساعة السادسة والسادسة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 9 / 9 / 1440هـ حدث استهداف محدود لمحطتي الضخ البتروليتين التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض“.

بدوره أكد الخبير الأمني مؤيد الجحيشي أن ”التقارير الأمنية التي تداولتها المؤسسات العراقية تفيد بأن الطائرة المسيرة المفخخة انطلقت من محافظة المثنى جنوبي العراق، حيث تقترب المسافة بين البلدين إلى مئات الكيلومترات، ما يمنح إمكانية إطلاق تلك الطائرات نحو المنشت النفطية القريبة ”.

وأضاف الجحيشي لـ“إرم نيوز“ أن ”الإدارة الأمريكية استفهمت من الحكومة العراقية عن تلك المعلومات خلال زيارة بومبيو الأخيرة إلى بغداد، والتي كانت قصيرة ولافتة، إذ طلب من المسؤولين العراقيين توضيح بشأن ذلك“.

وأوضح الجحيشي أن ”نشاط الحوثيين تصاعد خلال الفترة الأخيرة، وأصبح لديهم مقرات في معسكر أشرف بمحافظة ديالى، وتنسيق مباشر مع حزب الله العراقي، إذ يحصلون على الدعم المالي والعسكري والتدريبات لزج عناصرهم في الحرب اليمنية“.

لكن مسؤولًا حكوميًا عراقيًا قال إن ”تلك الأنباء غير مؤكدة، وهي تحليلات فقط، لكنها بعيدة عن الواقع، فالعراق لا يسمح باستخدام أراضيه للاعتداء على دول الجوار، وهذا ما نؤكده في كل محفل“.

وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخوّل بالتصريح، لـ“إرم نيوز“ أن العراق يسعى إلى علاقات متينة وقوية مع دول الجوار والعالم، وبالفعل تطورت تلك العلاقات، ووصلت إلى مراحل متقدمة، ولا يمكن التفريط بها من أجل أحد، سواء الحوثيين أو غيرهم، ولا نبحث إلا عن مصلحة بلدنا، وهذا واضح في الخطاب العراقي من قبل رئاسة الجمهورية والوزراء“.

وبشأن نشاط الحوثيين أقر المسؤول العراقي أن ”وجودهم يأتي ضمن الحياد العراقي، فليس لنا موقف معهم، وبالتأكيد سنقف في وجه أية محاولة تستهدف دول الجوار من العراق“.

المصدر: إرم نيوز