عــاجل

صحف غربية كبرى تتنبأ بمصير النظام الإيراني بعد اشتعال أقوى ثورة غاضبة في طهران (تفاصيل طارئة)

صحف غربية

لا تزال صحف عربية تولي اهتماما واسعا بالاحتجاجات التي تشهدها إيران على خلفية قرار رفع أسعار الوقود.

ويرى كُتّاب أن إيران دخلت مرحلة “لا عودة فيها إلى الخلف، نظرا إلى أنّ النظام القائم ليس قابلا للحياة”، بينما يرى آخرون أن إيران دولة مؤسسات ونظامها لن يسقط بهذه التظاهرات.

اقراء ايضاً :

 

مرحلة “اللا عودة”
تقول صحيفة “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها إنه “من العجيب حقا أن يتناسى حكام إيران الحاليون أنهم لم يرثوا السلطة كالملوك بل جاؤوا نتيجة ثورة شعبية عارمة قبل 40 عاما، وأن الآلاف الذين ضحوا بحياتهم، وعشرات الألوف الذين اعتقلوا وعذبوا لتأمين انتصار تلك الثورة، كانوا يحلمون بدولة تحفظ كرامتهم، وتؤمن لهم العدالة والتنمية وتوقف القمع والبطش والتعذيب والفساد”.

ويرى خيرالله خيرالله في “العرب” اللندنية أن الشعب الإيراني “قد لا ينجح هذه المرّة في التخلّص نهائيا من النظام، لكنه سينجح غدا أو بعد غد”، مشيرا إلى أن النظام “يمتلك آلة قمعية رهيبة”.

ويضيف خيرالله أن إيران دخلت “مرحلة لا عودة فيها إلى الخلف، نظرا إلى أنّ النظام القائم ليس قابلا للحياة مهما كانت القوة القمعية التي يمتلكها”.

ويتابع: “ما تشهده إيران هذه الأيّام هو تتويج لفشل نظام ليس لديه ما يصدرّه غير السلاح والبؤس والميليشيات والغرائز المذهبية”.

تأهب قصوى أعلنتها الحكومة الإيرانية
من جانبه، يقول محمد مصطفى العمراني في “السبيل” الأردنية إن “إيران دولة مؤسسات ونظامها لن يسقط بهذه التظاهرات الحقوقية المشروعة التي هي حق للشعب الإيراني، وسيفشل البعض في حرفها عن أهدافها الحقوقية المشروعة مثلما فشلت العقوبات الأمريكية والحرب الاقتصادية المفروضة على إيران في تحقيق أهداف أمريكا وحلفائها في المنطقة، بل لقد أكسبت هذه العقوبات النظام الإيراني مناعة كبيرة ومنحته خبرة كافية بتجاوز هذه العقوبات”.

لكن الكاتب يرى أن النظام الإيراني “فشل في محاربة الفساد في الداخل وإنهاء البيروقراطية والروتين والفساد المالي والإداري رغم محاولاته وجهوده التي يبذلها في هذا المجال”.

بدوره يرى غسان شربل في “الشرق الأوسط” اللندنية أن ما يجري الآن من تطورات في إيران “ليس إلا تجاعيد سوفياتيةٌ على وجه هذا النظام”.

ويضيف شربل بأن هذه ليست المرة الأولى التي ينزل فيها إيرانيون إلى الشارع “تعبيراً عن غضبتهم وخيبتهم، حيث شهدت إيران احتجاجات سابقة، لكنها نجحت في قمعها وتشتيت المحتجين والالتفاف على مطالبهم”.

وأوضح الكاتب أن إيران الآن “تعيش في أسوأ أوضاع اقتصادية منذ الثورة بفعل العقوبات الأمريكية، وهو ما يزيد من زخم هذه الثورة”.

ونبه شربل إلى أن النظام الإيراني يرفض بصورة قاطعة “التقاط الرسائل التي تبعث بها الاحتجاجات الإيرانية، لذلك سارع مسؤولوه إلى الحديث عن التخريب الموجه من الخارج لتبرير قمع الاحتجاجات”.

يحاول خالد السليمان في “عكاظ” السعودية الربط بين ما يجري في إيران وبين حلفائها بالمنطقة في العراق ولبنان.

يقول الكاتب: “اللافت أن النظام الإيراني الذي أشعل النيران في كل زاوية من المنطقة، يجد اليوم النيران تشتعل في أطراف ثوبه، ويرى الجماهير في مناطق نفوذه الخارجية التي اعتبرها دائما حاضنته الأيديولوجية تنقلب ضده، فشيعة العراق وشيعة لبنان يتظاهرون ضد إيران وشعاراتها ويهتفون ضد المرشد وقدسيته”.

ويضيف: “إيران التي رأت مشروعها يتداعى في سوريا واليمن ويفشل في البحرين، لا ترى اليوم حواضنها الطائفية في العراق ولبنان تهتز وحسب بل وحتى داخل إيران نفسها، حيث سئم الشعب الإيراني من تمويل مشاريع طائفية خارج بلاده على حساب معيشته وقوته اليومي”.

في السياق ذاته، يقول عبدالمنعم إبراهيم في “أخبار الخليج” البحرينية: “اللافت في موضوع المظاهرات المشتعلة في العراق ولبنان، وكذلك المظاهرات المشتعلة في إيران، أن كلا الطرفين (العربي والإيراني) متفقان على الهدف نفسه، وهو التخلص من نفوذ وحكم واستبداد نظام الملالي الحاكم في إيران. ليس هذا فحسب، بل إن الشعارات ذاتها (محاربة الفساد والغلاء والبطالة والفقر) في كل من العراق ولبنان وإيران مشتركة؛ لاعتقاد كلا الطرفين (العربي والإيراني) أن المتسبب في ذلك واحد، هو نظام المرشد الأعلى (خامنئي) والحرس الثوري الإيراني”.

أما صحيفة “الجريدة” الكويتية فنقلت عن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني تأكيده بامتلاك المتظاهرين لأسلحة نارية.

وأوضحت الصحيفة أن السلطات الإيرانية تتهم المعارضة الإيرانية (مجاهدي خلق) وبعض ممن وصفتهم بأعداء الثورة بمهاجمة قوات الأمن.

وقال مصدر سياسي للصحيفة إن الحكومة الإيرانية درست قرارها بتحريك أسعار الوقود من جميع الجوانب، ومنها الظروف الحساسة التي تشهدها المنطقة والبلاد، وأن الناس سيعبرون عن غضبهم، لكن لم يكن في يدها أي حيلة وكان عليها أن تقرر بين انهيار وإفلاس البلاد أو اتخاذ القرار.