ضربة قاصمة لنظام ‘‘الأسد’’ ومفاجأة بشأن هوية الجهة المنفذة

شرطة سورية

كشف مصدر سوري عن الضربة القاصمة التي وجهها عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لمخابرات نظام الأسد.

وسرد موقع "سوريا" تفاصيل الواقعة، بعد مرور 4 عقود على عملية الهروب التي قام بها عدد من جماعة الإخوان الذين زجّ بهم في سجون حافظ الأسد، حيث تم الكشف عن عملية هروب لعدد من المعتقلين، والذين مثّل حينها ضربة قاصمة للمخابرات السورية.
وأوضح الموقع السوري، إن رفعت الأسد كان يتمشى في الحديقة الداخلية لمقر جهاز المخابرات بكفرسوسة، ومعه العقيد نزيه زرير مدير إدارة المخابرات العامة، في صباح أحد الأيام من شهر مايو 1980، ويناقشان الكارثة التي حصلت قبل ساعات عندما تمكن 17 من معتقلي الإخوان المسلمين، بينهم قائدان عسكريان، من الفرار من السجن التابع لفرع التحقيق شديد الحراسة والتحصين.

اقراء ايضاً :

 


وكانت كل الدلائل تشير إلى دور رئيس المفرزة، الرقيب طاهر الحوري، في تهريب المساجين، والذي كان غائبا  حيث أفاد أحد عناصره، بعد أن استيقظوا من نوم مفاجئ ثقيل، أنهم لم يعوا شيئاً بعد أن سقاهم مشروبا، احتفالا بخطبته المزعومة.
وكان طاهر الحوري  يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية ، لكن لم يكن عاديا، فهو ابن أخ المقدم حسن رئيس فرع التحقيق، الذي أقنعه بالالتحاق بالجيش بينما يتابع دراسته الجامعية في قسم الأدب العربي.
ويروي سجناء سابقون أن تعامله معهم اتسم بكثير من العدالة والرأفة.
 أما طاهر فقد أثار لطفه شكوكاً عميقة لديهم في البداية، قبل أن يتبينوا أن هذه هي طبيعة الشاب الرقيق، الذي كان يشاركهم في صلاة الجماعة والإفطار في صيام النوافل أيام الإثنين والخميس، وقبل أن يكلفوه بمهام وبالتواصل مع أشخاص في الخارج ويتأكدوا من صدقه.
وفي التفاصيل التي تم الكشف عنها أيضا فإن التناقض كان يملأ نفس ابن الخامسة والعشرين بين الوظيفة التي يؤديها وبين شبه السجناء بأولئك الذين اعتاد رؤيتهم في دروس مسجدية دأب على حضورها.
 كما أنه كان يقوم في ليالي الفراغ الطويلة باستدعاء، من شاء من المعتقلين ليشاركه السهر، وكان هؤلاء مشغولين بشرح دعوتهم والدفاع عنها.
واقتنع طاهر بما يقوله عدنان شيخوني، مدرّس اللغة العربية ومسؤول الجناح العسكري للإخوان المسلمين في حلب ، ليشعر أن عليه أن يتخلى عن مهمته في سجن هؤلاء وأن يساعدهم على الهروب، دون أن ينتسب إلى تنظيمهم.

أحد الناجين أسعفه الحظ، حيث عاش حتى بلغ الستين بعد أن كان ينتظره الحكم بالإعدام.
 وسجل قبل وفاته عام 2013  وقائع عملية الهروب في كتاب صغير بعنوان  " ما لا ترونه".
 ولم يكن الأمر مجرد حكاية مثيرة أدت إلى مقتل بطلها وتلقي عمه عقوبة إدارية بنقله إلى سلك الشرطة ونجاة حفنة من السجناء.
المهتمون بالأجهزة الأمنية السورية يؤرخون لانقلاب حقيقي ونهائي حصل إثرها في طبيعة وتركيبة إدارة المخابرات العامة.
واستغل رفعت الأسد، هذه الواقعة، ليعيد الإمساك بهذه الإدارة التي بانت عورتها ووقعت تحت وطأة الاتهام بأنها مخترقة.
وقد بدأت التغييرات،  اعتبارا من اليوم التالي للحادثة، فخلال أقل من عام كانت نسبة 70 - 80% من الجهاز قد تبدلت، من رؤساء فروع وأقسام وشعب، ليحل محلهم ضباط باللباس المموه.