لماذا يصاب مرضى السكري بالغرغرينا اكثر من غيرهم وما هي طرق علاج الغرغرينا عند مرضى السكري لتجنب البتر ؟

الغرغرينا

تحدث الغرغرينا عادة عندما يموت النسيج الحي في منطقة ما من الجسم، وذلك نتيجة توقف الدم عن الوصول إلى هذا النسيج، والذي قد يكون السبب فيه إصابة معينة أو التهاب أصاب الجلد والأنسجة اللينة..

ما العلاقة بين الغرغرينا والسكري؟
إذا كنت شخصًا مصابًا بالسكري تزداد فرص إصابتك بالغرغرينا بطبيعة الحال، وذلك لأن ارتفاع السكر في الدم قد يسبب الآتي:

اقراء ايضاً :

تلف الأعصاب، ما يؤدي إلى خسارة الإحساس بأجزاء معينة من الجسم، وبالتالي تصبح قابلية التعرض للجروح والإصابات أكبر.
التأثير على الأوعية الدموية والتقليل من ضخ الدم إلى القدمين وبالتالي التقليل من وصول خلايا جهاز المناعة للوقاية من الالتهابات إلى القدمين، مما يجعل أي جرح في تلك المنطقة أبطأ في وتيرة الشفاء وأكثر عرضة للالتهاب.
عوامل الخطر للإصابة بالغرغرينا
عدا عن العلاقة بين الغرغرينا والسكري، فإن فرص إصابتك بالغرغرينا تزداد إذا ما كنت مصابًا بحالة مرضية تعيق تدفق الدم في الجسم، مثل:

مرض الأوعية الدموية المحيطية.
تصلب الشرايين.
متلازمة رايوناود.
كذلك تزداد كذلك فرص إصابتك بالغرغرينا إذا ما كنت خضعت لجراحة حديثًا أو تعرضت لإصابة لم يتم الاعتناء بها كما يجب، أو إذا كنت من الأصل تعاني من ضعف في جهاز المناعة سببته الإصابة بالحالات الآتية:

العلاج الكيميائي.
الإيدز.
سوء التغذية.
فشل الكليتين.
بلوغ عمر الستين أو أكبر.
كيف تؤثر الغرغرينا على الجسم؟
قد تؤثر الغرغرينا على:

مناطق بعينها من الجسم، مثل: أصابع القدمين، أو الكفين، أو الأطراف عمومًا.
العضلات أو الأعضاء الداخلية ولكن هذا نادر الحدوث.
وغالبًا تبدو أعراض الإصابة بالغرغرينا كالآتي:

تغير في لون البشرة وشحوبها.
الشعور بالخدر في منطقة الإصابة.
تكون غير طبيعي للقيح والصديد في منطقة الإصابة.
ويجب التوجه للطبيب فورًا حال الإصابة بالغرغرينا ومنذ البداية، إذ من الضروري القيام باستئصال الأنسجة الميتة وبشكل فوري ومنع البكتيريا من الانتشار في مجرى الدم، فإذا ما تركت الغرغرينا دون علاج مناسب قد تشكل خطرًا على حياة المصاب.

أنواع الغرغرينا
بالإضافة للإصابة بالغرغرينا والسكري هناك عدة أنواع للغرغرينا، ولكل من هذه الأنواع طبيعة ومسببات مختلفة، وهي:

1. الغرغرينا الجافة
وتتمثل بما يأتي:

يتسبب بها عادة انقطاع الدم عن منطقة معينة من الجسم، لتتوقف هذه المنطقة عن الحصول على كفايتها من الأوكسجين وتموت في نهاية المطاف إن لم يتم تدارك الحالة.
تظهر هنا بقع أرجوانية اللون أو خضراء داكنة تميل للسواد على الجلد، وتظهر البشرة في المنطقة المصابة جافة ومجعدة نتيجة نقص الأكسجين.
2. الغرغرينا الرطبة
كما يوحي الاسم يتميز هذا النوع من الغرغرينا بظهور بثور وصديد في منطقة الإصابة يمنحها نوعًا من الرطوبة، وعادة ما يكون السبب فيها:

عضة الصقيع.
الحروق الشديدة.
إصابة أحد أصابع القدم لدى مريض السكري بجرح.
وعادة تنتشر الغرغرينا الرطبة في الجسم بسرعة كبيرة، ما قد يجعلها قاتلة إن لم يتم علاجها كما يجب.

3. الغرغرينا الغازية
وتتمثل بما يأتي:

تحدث الإصابة بهذا النوع عادة نتيجة نشأة وتطور التهاب في داخل الجسم، إذ تعمل البكتيريا على إطلاق غازات تسبب تلف الأنسجة والخلايا والأوعية الدموية.
قد تنشأ نتيجة التعرض لإصابة أو الخضوع لعملية جراحية حديثًا، وقد تتنفخ وتتورم المنطقة المصابة ويصبح لونها أحمر مائل للبني.
قد تظهر فقاعات صغيرة على البشرة في مكان الإصابة.
يكون هذا النوع من الغرغرينا تحديدًا هو نوع قاتل، والأسوأ هنا أنه قد ينشأ بسرعة ودون سابق إنذار.
4. الغرغرينا الداخلية
قد ينشأ هذا النوع من الغرغرينا عندما يتسبب أمر ما بقطع إمدادات الدم عن أحد أعضاء الجسم الداخلية، وهو غالبًا ما يصيب الأمعاء، أو المرارة وقد تتسبب الإصابة هنا بألم حاد وحمى.

5. غرغرينا فورنيير
هذا النوع من الغرغرينا خاص بالأعضاء التناسلية، ويحدث عادة نتيجة الإصابة بالتهاب في المسالك البولية أو الأعضاء التناسلية، وأعراضه:

ألم حاد.
تورم وانتفاخ في المنطقة التناسلية.
ليونة في المنطقة التناسلية.
رائحة كريهة تترافق مع اصطباغ المنطقة بلون أرجواني، أو أخضر، أو حتى أسود.
ومع أنها حالة تعد أكثر شيوعًا بين الرجال إلا أنها قد تصيب النساء كذلك.

6. الغرغرينا البكتيرية بعد الجراحة
وهي نوع نادر الحدوث من الغرغرينا وقد تنشأ وتتطور بعد الخضوع لعملية جراحية، وقد تظهر بعد فترة تتراوح بين 1-2 أسبوع من الجراحة.

تشخيص الإصابة بالرغرينا
في ما يتعلق بالغرغرينا والسكري أو الإصابة بأمراض أخرى، غالبًا يتم إجراء مجموعة من التحاليل المخبرية وذلك بعد التحدث مع الطبيب بشأن تاريخك الطبي وإخباره عن أي إصابات أوجراحات حديثة.

يتم إجراء التشخيص للإصابة بالغرغرينا من خلال الآتي:

إجراء التحاليل المخبرية للدم التي تساعد على تحديد ما إذا كان عدد كريات الدم البيضاء في الدم أكبر من المعتاد، مما يعني وجود التهاب.
إجراء فحص معين يساعد على معرفة ما إذا كان تدفق الدم في الشرايين طبيعيًا أو غير طبيعي.
إجراء صور الأشعة التي تساعد على تحديد أماكن انتشار الغرغرينا في الجسم.
علاج الغرغرينا
في العادة يختلف أسلوب العلاج تبعًا لسبب الغرغرينا وطبيعة تطور الحالة، وهذه هي العلاجات المتبعة عمومًا سواء الغرغرينا والسكري أو الأمراض الأخرى:

استئصال الأنسجة الميتة المصابة وبشكل فوري، لمنع انتشار الغرغرينا في الجسم.
القيام بترقيع الجلد بعد استئصال الأنسجة الميتة في المنطقة المصابة وذلك باستخدام جلد صحي غير مصاب من جسم المريض.
اللجوء للبتر أو استئصال أجزاء كبيرة من المنطقة المصابة في بعض الحالات الحادة.
تناول المضادات الحيوية للتخلص الالتهاب الحاصل.
طرق الوقاية من الغرغرينا
هناك العديد من الطرق التي قد تساعدك على التقليل من فرص إصابتك بالغرغرينا، مثل:

تجنب إهمال الخضوع للعلاج المناسب إذا كنت مصابًا بالسكري بعد معرفتك بالعلاقة بين الغرغرينا والسكري.
الانتباه إلى الوزن، والحرص على الحفاظ على وزن صحي، لأن الوزن الزائد قد يتسبب في إحداث ضغط على الأوعية الدموية ويعيق عملها.
الحصول على الدفء في الشتاء لتجنب حدوث عضة الصقيع.
الإقلاع عن التدخين، فالاستمرار في التدخين قد يضعف الأوعية الدموية ويزيد من فرص الإصابة بالغرغرينا.